السبت 20 كانون الثاني , 2024 04:30

إسرائيل وأكراد العراق: تاريخ من العلاقات الودّية وتصدير للنفط

تطوّرت العلاقات الإسرائيلية الكردية في بداية القرن الحادي والعشرين في عدّة مجالات مهمة وحسّاسة تجسّدت بالتعاون الاستخباراتي، بالإضافة إلى شراء نفط كركوك وعقد الاستثمارات وبناء الشركات وتحويلها إلى قواعد أمنية وتجسسية لنشاطات جيش الاحتلال في المنطقة.

العلاقة الكردية الإسرائيلية

بدأت علاقة الأكراد مع الكيان المؤقت، في آب/أغسطس 1931، عندما كلّف بن غوريون، الناشط السياسي اليهودي ومؤسس الموساد روبن شيلو، بجمع معلومات عن السياق الديموغرافي والسياسي للشرق الأوسط. وبعد انتهاء مهمته التي استمرت لثلاث سنوات في العراق، صنّف روبن الأكراد على أنهم حليف مناسب للدولة اليهودية باعتبارها "أقلية غير عربية تعيش تحت الحكم العربي". وفي النصف الثاني من القرن العشرين، بدأ التعاون الإسرائيلي الكردي في العراق، وبدأ الكيان بتقديم المساعدات العسكرية والأمنية للأكراد بأشكال مختلفة، وما ساعد في تطور العلاقات الكردية الإسرائيلية هو الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين. وفي تلك المرحلة أقيمت علاقة "وديّة" بين الطرفين حتّى أعلن زعيم إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عام 2005 أن "إقامة علاقات بين الأكراد وإسرائيل ليست جريمة، لأن العديد من الدول العربية تربطها صلات بالدولة اليهودية". وقال رئيس الموساد الإسرائيلي في كردستان أنهم يطلقون على مسعود لقب "مسعود بن غوريون".

صادرات النفط الكردية إلى الكيان:

وفي تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في أبريل 2023 وضح حجم الواردات النفطية الإسرائيلية من إقليم كردستان: "على الرغم من أن القيود الإسرائيلية على التقارير تمنع الكشف عن حصيلة نهائية لهذه المعاملات وعمليات خطوط الأنابيب، إلا أن نشرة "أم إي إي أس" (MEES) الإخبارية للطاقة قدّرت في كانون الثاني 2023، أن الواردات الإسرائيلية من النفط الخام الكردي وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 194 ألف برميل في اليوم، بناءً على معلومات من شركة استخبارات البيانات "كبلر".

وأضاف: "وفي الشهر نفسه، أفادت التقارير أن إجمالي صادرات النفط الخام من إيلات بلغت 195 ألف برميل في اليوم، غير أن هذه الأرقام المرتفعة قد تكون حالة استثنائية، إذ تشير تقارير أخرى إلى أن المتوسط لعام 2022 بلغ 70 ألف برميل في اليوم. ومع ذلك، فحتى الرقم الأدنى يمثل حوالي 16 في المائة من إجمالي الصادرات الكردية".

كما بلغت واردات الكيان من نفط كردستان قرابة 167 ألف برميل يومياً في شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لشركة كبلر لتحليل البيانات.

أهميّة النفط الكردي بالنسبة للكيان:

 -70% من احتياجات الكيان من النفط تحصل عليها من إقليم كردستان العراق وبأسعار منخفضة جداً، إذ إن إقليم كردستان العراق يمنح الكيان خصومات تصل إلى الثلث من سعر البرميل.

- يعدّ تصدير نفط كردستان العراق عبر ميناء جيهان مهماً للكيان، خاصة أن الناقلات تستغرق في الإبحار يوماً وحداً للوصول إلى ميناء عسقلان.

- جزءاً مهماً لتلبية الطلب المحلي وتأمين الإمدادات، في ظل تنامي الطلب على مصادر الطاقة، ومن المتعارف عليه أن حكومة إقليم كردستان العراق تُصدّر مزيج كردستان، المعروف بـ "كيه بي تي"، عبر ميناء جيهان التركي.

يهدف بيع إقليم كردستان النفط للكيان، إلى استمرار الدعم من الكيان لاستقلال الإقليم، والحصول على دعم اللوبي اليهودي في أميركا لدعم القضية الكردية ضد قرارات الحكومة الاتحادية، بالإضافة إلى المساعدات المادية والعسكرية واللوجستية للأكراد في الإقليم.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور