الأربعاء 31 كانون الثاني , 2024 04:24

ما هي أبعاد القرار الأخير لكتائب حزب الله في العراق؟

المقاومة الإسلامية في العراق

هو تعليق وليس إيقافاً من قبل كتائب حزب الله في العراق، لعملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأمريكية في المنطقة، وبالتالي يُمكن لقيادتها العودة عن قرار هذا متى ما استوجبت الظروف ذلك. لكن ومن جهة الأخرى، لا يعني قرار الكتائب هذا، توقفها وتوقف المقاومة الإسلامية في العراق عن قيامهم بدورهم المساند للمقاومة الفلسطينية في غزة، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة حتماً. وهذا ما يدلّ عليه، الهجوم الذي استهدف بالطيران المسير منذ ساعات، قاعدة حرير الامريكية قرب مطار اربيل.

وبالعودة الى بيان كتائب حزب الله، الذي جاء من قبل الأمين العام للكتائب أبو حسين الحميداوي فقد أكّد بأن الكتائب اتخذت قرارها "بدعم أهلنا المظلومين في غزة الصمود بإرادتها، ودون أي تدخل من الآخرين"، مضيفاً "بل إن إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيرا ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، والتزاما منا بأداء تكليفنا الإنساني والعقائدي، فقد عملنا بحكمة وتدبر ومراعاة الموازين الشرعية والأخلاقية بشكل دقيق في أشد الظروف وأقساها". لافتاً إلى أن تعليق "العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية- سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى، ونوصي مجاهدي كتائب حزب الله الأحرار الشجعان بالدفاع السلبي (مؤقتا)، إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم".

وهذا ما يمكن استقاء العديد من النقاط المهمة منه:

1)إعادة التأكيد على استقلالية قرار حركات المقاومة ضمن المحور، وخاصةً عن الجمهورية الإسلامية في إيران، بعكس البروباغندا الأمريكية والغربية والعربية. فالكتائب تنفّذ عملياتها بما يتوافق مع مساندتها للمقاومة الفلسطينية وحربها لطرد الاحتلال الأمريكي.

2)الإشارة الى أن قرار الإيقاف مرتبط بالكتائب فقط، وليس بكل فصائل المقاومة. وهنا يجب التذكير بموقف الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، الذي قال منذ أسابيع بأنه "من واجب جميع الأطراف الآن إعلان الحرب على الولايات المتحدة وطرد [قواتها] من العراق"، مضيفاً بأنه "لا ينبغي قبول أي شكل من أشكال الوجود الأميركي في العراق، سواء من المستشارين أو المقاتلين أو الموظفين الفنيين".

3)قرار الكتائب هذا، لن يمنعها من مساندة المقاومة في غزة، بطرق وأساليب أخرى سيتم التوصل لها حتماً خلال الفترة المقبلة، وربما ستكون ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي مباشرةً.

تداعيات قرار الكتائب

_ جاءت هذه الخطوة كوسيلة قد تستفيد منها بعض الجهات التي تؤدي دور الوساطة، لمساعدة الإدارة الأمريكية في النزول عن شجرة تهديداتها المرتفعة للغاية، والتي أطلقتها بعد عملية استهداف قاعدة البرج 22. فالكل يعلم بأن أمريكا لا تريد توسيع رقعة الصراع في غزة لتشمل كل المنطقة، ولا يوجد أي طرف في الإقليم أو العالم، يرغب في حصول توسع للاشتباك، قد يُعرف نقطة بدايته لكن لن يستطيع أحد معرفة نقطة نهايته. وهذا ما قصدته الصين في بيان لها مؤخراً، عندما حذّرت من "دوامة انتقام" بعد صدور التهديدات الأمريكية بالرد.

وعليه قد تكتفي واشنطن بتوجيه بعض الضربات في العراق لـ"إعادة اعتبارها"، ضد أهداف للكتائب، التي ستتخذ إجراءات دفاعية سلبية (تمويه واستتار).

فقد أشار مسؤول أمريكي لذلك في حديث مع شبكة ABC News، عندما قال بأن الرد الأمريكي سيتم تنفيذه "على مدار عدة أيام" وسيضرب "أهدافًا متعددة". مضيفاُ بأن الأهداف ستكون متعمدة للغاية، وستكون متعمدة على المنشآت التي مكنت من تنفيذ الهجمات ضد القواعد الأمريكية.

_ ستساهم هذه الخطوة في حال منعها لتصعيد الأمور، في إتاحة الفرصة أمام نجاح جهود الهدنة الطويلة الأمد في قطاع غزة (التي ستفيد المقاومة والشعب الفلسطيني حتماً)، والتي قد تتطور الى وقف دائم لإطلاق النار. كما ستمنع من نقل الاهتمام العالمي والإعلامي من قطاع غزة الى منطقة الخليج.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور