الإثنين 04 آذار , 2024 03:59

نتنياهو يعطّل مفاوضات الهدنة، فماذا عن أمريكا؟!

السنوار وبايدن ونتنياهو

يبدو أن مفاوضات هدنة شهر رمضان، ما بين معسكر العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية الصامدة، لن تصل الى الخواتيم المرتجاة قبل الـ 10 من آذار / مارس القادم. وهذا ما يمكن تقديره من خلال العديد من الأسباب والمؤشرات أهمها: الشروط الإسرائيلية المستجدة التي تُظهر بأن حكومة نتنياهو لا تريد اتفاقاً يعكس معطيات الميدان، وعدم رغبة إدارة بايدن في استخدام ضغوط جدية على بنيامين نتنياهو من أجل الوصول الى الهدنة، بالرغم مما قد يتسبب به ذلك من زيادة احتمال حصول مخاطر إقليمية خلال شهر رمضان.

نتنياهو يعطّل المفاوضات

فعلى صعيد المفاوضات، تُثبت الشروط الإسرائيلية المستجدّة التي لم ترد إطلاقاً في صيغتي باريس، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفائه، لا يريدون الوصول فعلياً الى اتفاق هدنة، قد يؤمن بعض الحاجات الإنسانية الضرورية لشعب غزة خلال شهر رمضان.

فقد كشفت الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، أن بنيامين نتنياهو أوعز الى رئيس الموساد ديفيد برنياع شروطاً جديدة، قد تضر بمفاوضات الصفقة بشكل كبير. بحيث تشترط تل أبيب ضرورة تقديم حماس لأسماء أسراها الأحياء وما تصفه بمفاتيح الصفقة. وقد قال مسؤول كبير مطلع على تفاصيل المفاوضات لقناة الـ 12 الإسرائيلية: "بدون هذين المعيارين (قائمة الرهائن الأحياء و"مفاتيح" الصفقة) لا معنى لأشياء أخرى. من المستحيل التفاوض".

وأضافت الأوساط الإسرائيلية بأن هذه الشروط لم يتم تمريرها كقرار رسمي في مجلس الوزراء أو في كابينيت الحرب. وكشفت القناة 12 بأن مسؤولين في حكومة نتنياهو قد بيّنوا لها بأن التزوّد بقائمة الأسرى الأحياء، لم يكن شرطا مسبقا في محادثات صفقة المختطفين السابقة، وقد يؤخر المفاوضات.

أما بالنسبة لرد المقاومة الفلسطينية على هذين الشروط، فقد أشارت الأوساط الإسرائيلية بأن رئيس الموساد تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أبلغه فيه بأن حركة حماس تصر "على عدم إعطاء إجابات على قضية نقل أسماء المختطفين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة".

ولذلك تعمد إسرائيل ومعها الإدارة الأمريكية على تظهير موقف حماس إعلامياً - الذي ينسجم مع قرارها بما يفرزه الميدان من نتائج - بأنه السبب في تعطل المفاوضات حتى الآن.

المسرحية الأمريكية

من جهة أخرى، يبدو أن الإدارة الأمريكية تقوم بأداء مسرحية جديدة، من خلال إشاعة أجواء إيجابية حول تقدّم مفاوضات الهدنة، بهدف تحقيق مكاسب داخلية لها.

وحول هذا الموضوع، أشار الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية علي حسن مراد في حديث مع موقع الخنادق الى النقاط التالية:

_عند اقتراب أي استحقاق أمريكي داخلي، تتعمد الإدارة الأمريكية الى إشاعة أجواء إيجابية حول مفاوضات الهدنة كما حصل قبيل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان -قد تكون زيارة عاموس هوكشتين الى لبنان لكي تُفسر بأنها دلالة على حصول تقدّم كبير في مفاوضات الهدنة – من أجل استثمار ذلك انتخابياً عبر استرضاء الجماعات الغاضبة من الرئيس بايدن بسبب دعمه للعدوان على غزة.

لكن بالتوازي، هناك خشية أمريكية من عدم حصول هدنة، لأنها بذلك ترفع من احتمال حصول تصعيد فلسطيني (خاصةً في مدينة القدس المحتلّة)، وبالتالي قد ينعكس ذلك أيضاً تصعيداً على مستوى المنطقة وخاصةً الجبهتين اللبنانية واليمنية.

_ بايدن لا يزال يملك أوراق ضغط قوية ضد نتنياهو، لكنه لا يريد استخدامها للعديد من الأسباب أهمها: تأييده الشخصي الكبير للمشروع الصهيوني، وعدم نيته في أن ينعكس عليه سلبياً في الداخل الأمريكي استخدامه لأوراق الضغط عل نتنياهو (الذي يمتلك تأثيراً كبيراً على اللوبي الإسرائيلي). لذلك يفضّل بايدن أن تأتي الضغوط على نتنياهو من الداخل الإسرائيلي.

وفي سياق متّصل، أشار مراد إلى أن زيارة عضو كابينيت الحرب بيني غانتس الى واشنطن، لا تعدو كونها تأتي في سياق مصلحته الشخصية، من أجل إظهار نفسه أمام المجتمع الاستيطاني الإسرائيلي بأنه الأكفأ والأجدر من نتنياهو في رئاسة الحكومة، خاصةً في موضوع إدارة العلاقات الثنائية بين كيان الاحتلال والإدارة الأمريكية.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور