الإثنين 04 آذار , 2024 02:54

واشنطن ترحب بغانتس: خطة اليوم التالي تبدأ بنتنياهو؟

أثارت زيارة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى الولايات المتحدة جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية الأميركية والتي اعتبرها كثيرون أنها تكشف خلافاً عميقاً بدأ يتكشف للعلن مع امتداد زمن الحرب. من ناحية أخرى، فإن الزيارة التي أتت دون التنسيق مع رئيس الوزراء، خلافاً للوائح الحكومية التي تتطلب "من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة على السفر مع رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطة السفر"، تأخذ أبعاداً أخرى لناحية علاقة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الأخير، الذي استبعده وأراد فتح خط مواز مع منافسه.

يصل غانتس اليوم إلى واشنطن للقاء نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وأعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس. وبطلب من نتنياهو لن يحضر السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، الاجتماعات التي سيعقدها مع الإدارة الأميركية. خلافاً لما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية التي تقوم السفارة بموجبها بتنسيق أي زيارة يقوم بها أي وزير إلى أي دولة أجنبية. بالتالي، رفضت الحكومة الاسرائيلية دفع تكاليف الرحلة لأنها لم تتم الموافقة عليها من قبل رئيس الوزراء كرحلة دبلوماسية، مما يعني أن حزب غانتس السياسي سيضطر إلى دفع ثمنها.

حتى الشهر الماضي، بدا نتنياهو وكأنه يسيطر على مجلسي الحرب والكابينت ويشرع إلى تنفيذ ما تقتضيه مصالحه السياسية أولاً بإطالة أمد الحرب هرباً من السجن او الاغتيال السياسي. وهذا ما يفسر، في جانب من جوانبه، عدم الانسجام مع البيت الأبيض، الذي وعلى الرغم من عدم سعيه الجاد إلى وقف الحرب، يحاول التقليل من التداعيات الوخيمة توازياً مع الانتخابات الرئاسية القادمة.

من ناحية أخرى، ثمة من يقول أن غانتس الذي يراقب عن كثب تفوقه باستطلاعات الرأي نتيجة تخبط نتنياهو في مستنقع غزة دون ان يستطيع تحرير الرهائن او القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وهي أهم أهداف الحرب التي شنها، يعيش في رفاهية تجعله يتحدى نتنياهو ويتطلع لكسب مزيد من المكاسب السياسية وهو من أسباب زيارته البيت الأبيض دون التنسيق مع الأخير.

لم يكن نتنياهو على علم بالزيارة حتى هاتفه غانتس -وهو رئيس حزب الوحدة الوطنية- وأعلمه بها. وهذا ما اثار سخط الأول ليقوم بتوبيخ غانتس ويذكره -بحسب مصادر تحدثت لصحيفة يديعوت احرنوت- بأن "هناك رئيس وزراء واحد فقط".

وبحسب مكتب غانتس، فإن الأخير يعتزم الدفاع عن شرعية العملية العسكرية في قطاع غزة، وتعزيز الترتيبات الأمنية في لبنان، فضلا عن مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وسيجري أيضًا محادثات حول الحفاظ على المساعدات الأميركية لإسرائيل وتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

وبحسب صحيفة تايمز اوف إسرائيل فإن "الزيارة تأتي في الوقت الذي تشعر فيه إدارة بايدن بالإحباط المتزايد تجاه نتنياهو وحكومته التي يُنظر إليها على أنها مدينة لأعضائها اليمينيين المتطرفين". وكان بايدن قال في وقت سابق أن "إسرائيل ستخسر الدعم الدولي إذا حافظت على حكومتها المحافِظة".

ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، روفين حزان، إنه "إذا نمت الخلافات السياسية وانسحب غانتس من الحكومة، سوف تفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتجاجات أوسع من قبل الجمهور الذي كان بالفعل غير راضٍ عن الحكومة عندما ضربت حماس".

وترى صحيفة هآرتس العبرية أن واشنطن لن تعترف "بمقاطعة فعلية لنتنياهو". مضيفة أن "بدلاً من ذلك، أبقوا الأمر مفتوحًا وعبارات معاد تدويرها مفادها: لا توجد دعوات للإعلان، سيأتي عندما يأتي... إن أي معارضة أكثر إثارة لنتنياهو، كما يعلم المسؤولون الأمريكيون جيدًا، لن تؤدي إلا إلى تزويده بالذخيرة لتسييس الخلاف العميق بالفعل بينه وبين بايدن. ويتذكر العديد من هؤلاء المسؤولين جيداً الاشتباكات التي وقعت بين باراك أوباما ونتنياهو، وقد صمموا نهجهم معه وفقاً لذلك".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور