في السادس من كانون أول 2023 وبعد تفاقم أزمة النقل البحري في الكيان المؤقت وقّعت شركة "تراكنت" الإسرائيلية اتفاقية مع شركة "بيورترانز" الإماراتية للخدمات اللوجستية ليبدأ تسيير الشاحنات المحملة بالبضائع من ميناء دبي مروراً بالأراضي السعودية ثم الأردنية وصولاً إلى ميناء حيفا في إسرائيل.
الممر البري يوفّر 80% من الوقت
ذكرت صحيفة "معاريف"، في عددها الصادر في نفس اليوم، أنه في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، تم توقيع اتفاق مع شركة "بوريترانس" للخدمات اللوجستية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، والتي تعمل بالتعاون مع موانئ دبي العالمية، يتم بموجبه تشغيل جسر بري لنقل البضائع على طريق يربط دبي والمملكة العربية السعودية والأردن بميناء حيفا والعكس. ومن المتوقع- تضيف الصحيفة العبرية- أن يوفر المعبر البري، الذي حصل على موافقة وزارة الدفاع والحكومة الإسرائيلية، 80٪ من الوقت عن الطريق البحري، ويوفر بديلاً أسرع للمرور عبر قناة السويس، ويحقق حلاً للمشاكل الأمنية عن طريق البحر، بسعر منافس.
وبحسب التقرير الذي نشره موقع "واينت"، سيسمح الربط البري للشاحنات بنقل البضائع مع تقليل تكاليف النقل بشكل كبير وتقصير وقت نقل البضائع مقارنة بالوضع الحالي. ووفقاً لتقدير الموظفين في وزارة الخارجية والحكومة الأمريكية، فإن هذا يتعلق بتقصير الوقت من عدة أسابيع إلى يومين أو ثلاثة أيام وتوفير ما يصل إلى 20٪ في تكاليف الشحن.
مسارات الطريق البديل
يمتد الطريق البديل عبر مسارين:
المسار الأول: بين ميناء جبل علي في دبي وميناء حيفا في إسرائيل، مروراً بمدينتي الرياض في السعودية وعمان في الأردن. وتقطع الشاحنات عبر هذا المسار مسافة 2550 كيلومتراً على مدار 93 ساعة.
والمسار الثاني: بين مدينة المنامة في البحرين وميناء حيفا في الكيان الصهيوني، ويمر أيضاً عبر الأراضي السعودية والأردنية، وتقطع الشاحنات مسافة أقصر تقدر بحوالي 1700 كيلومتر والذي تستغرق الرحلة عليه 50 ساعة.
في الخامس عشر من كانون أول 2023 وصلت الدفعة الأولى من الشحنات التجارية المحملة بالمواد الغذائية الطازجة من دبي إلى كيان العدو، من خلال الخط البري الجديد البديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مروراً بالسعودية والأردن.
ملاحظات واستنتاجات
- خطورة هذا الطريق البري بين الإمارات والكيان الإسرائيلي أنه الطريق الوحيد حالياً الذي يغذّي الكيان بكافة أنواع البضائع والأغذية والمواد الأولية التي تستخدمها المصانع الإسرائيلية، وبالتالي هو الرئة الوحيدة التي يتنفس منها كيان الاحتلال حالياً.
- إن نجاح تطوير هذا الشريان الحيوي يضعف كثيراً المبادرة اليمنية بقطع إمداد العدو البحري عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب ويجعلها غير ذات جدوى.
- إذا كانت الإمارات لا تستحي من تقديم هذه الميزة لحليفها الإسرائيلي فإن السعودية والأردن كما تؤكد الميديل إيست مونيتور طلبتا عدم الإشارة نهائياً إلى دورهما في هذا الخط البري منعاً للإحراج وهما تنفيان حتى الآن أي تورط لهما في هذا الشريان البديل.
- هذا المشروع يعتبر تطبيقاً موارباً لمشروع تطبيعي كبير وإن كان تحت عنوان التعويض عن الخط البحري الإسرائيلي المار بالبحر الأحمر بخط بري يمر عبر الإمارات والسعودية والبحرين والأردن.
- هذا المشروع سيستمر حتى لو توقفت الإجراءات الأمنية ضد الاحتلال في البحر الأحمر.
- هذا المشروع هو أساس لمشروع الخط الهندي البديل لمشروع الحزام والطريق.
- شركة بيور ترانس "PURE Trans FZCO" الإماراتية، والطرف الثاني في الاتفاق، تتولى بالتعاون مع شركة موانئ دبي العالمية إدارة وتقديم الخدمات اللوجستية عبر الطرق البرية بين دول الخليج وموانئ إسرائيل على البحر المتوسط.
- يُظهر الموقع الإلكتروني للشركة الأولى الإماراتية أنها تأسست في المنطقة الحرة بميناء جبل علي في إمارة دبي الإماراتية.
- موقع الشركة الإلكتروني مُسجل على الإنترنت لأول مرة يوم 12 ديسمبر الحالي، أي بعد سبعة أيام فقط من الإعلان عن تشغيل الطريق البري بين الإمارات والكيان.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا