منحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، "إسرائيل" مهلة لتوقيع رسالة تلزمها بالقانون الدولي خلال استخدام الأسلحة الأمريكية، والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة. بحسب ما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وبحسب الموقع، فقد أتت المهلة بعد إعراب أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي عن قلقهم من استخدام الأسلحة ضد المدنيين في قطاع غزة. يأتي هذا التقرير في سياق الانتخابات التمهيدية التي تجريها الولايات المتحدة، والضغوط التي يتعرّض لها الحزب الديمقراطي التي ترخي بظلها على الرئيس جو بايدن، فقد أصبح دعم كيان الاحتلال إشكالية حقيقية تواجه الحزب الديمقراطي بسبب اعتراض عدد كبير من الناخبين العرب والمسلمين على سلوك الولايات المتحدة في حرب غزة، الذي يتجاوز الدعم والموقف الإعلامي والسياسي، ليصل إلى الدعم العسكري غير المشروط، وضوء أخضر متماهي مع أهداف نتنياهو وكيان الاحتلال في الحرب.
ولاية ميشيغان فوز بطعم الخسارة
بخلاف حال الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية، لم تقم حملة الرئيس جو بايدن بحفلات صاخبة إثر بفوزه يوم الثلاثاء بولاية ميشيغان، حيث خسر بايدن أصوات أكثر من 100 ألف ناخب ديمقراطي ممن صوتوا بـ"غير ملتزم"(Uncommitted) بنسبة وصلت إلى 13.2% أو ما يعادل 102 ألف ناخب مع فرز ما يقرب من 85% من الأصوات. في هذا الإطار، نقلت وكالة رويترز أمس الثلاثاء عن مسؤولين في الحزب الديمقراطي والبيت الأبيض أن الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن متفاجئة من حجم الغضب والإحباط داخل الحزب من دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.
تعد هذه النسبة فوزاً لحركة عدم التصويت لبايدن على خلفية دعمه الكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم تعكس نتائج الانتخابات التمهيدية في ميشيغان تقييم قوة الرئيس بايدن في إحدى أهم الولايات المتأرجحة التي تمثل ساحة معركة رئيسية أمام منافسه المرشح الجمهوري دونالد ترامب فحسب، بل ستكون أيضا بمثابة اختبار حاسم لثمن رفض بايدن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة. في هذا السياق، نقلت الوكالة (رويترز) عن أحد كبار مستشاري حملة بايدن الانتخابية أن الحزب تضرر من دعمه لإسرائيل بشكل يفوق ما كان متوقعاً. وأشار التقرير إلى أن الغضب من سياسات بايدن، خاصة فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل في حربها على غزة ورفضه الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار، يتصاعد في أوساط الشباب والأميركيين من أصول عربية وأفريقية.
يواجه العرب والمسلمون أيضاً من جهة أخرى معضلة حقيقية، فالخيار الثاني المطروح للرئاسة هو الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يعد بتقديرهم أسوأ من منافسه الرئيس الحالي بايدن، حيث تعهّد بمنع اللاجئين من غزة من دخول الولايات المتحدة، واقترح السماح للعدوان الإسرائيلي بالاستمرار حتى تحقيق أهدافه.
يأتي قرار الناخبين العرب والمسلمين استجابة لاستمرار الرئيس الديمقراطي بدعم الكيان وعدم الضغط لوقف إطلاق النار، ما دفعهم لاتخاذ قرار الاحتجاج عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات التمهيدية، والتلويح بالامتناع عن التصويت في الانتخابات العامة، الذي سيجده هؤلاء الخيار الأمثل لهم. أما عن قرار واشنطن بوضع قيود على استخدام الأسلحة الأميركية ضد المدنيين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيبدو بأنه محاولة لإضفاء سياسة أكثر "إنسانية" تجاه الحرب الدائرة، والتي ستدخل ضمن المعركة الانتخابية، لإعادة اجتذاب الناخبين العرب، ومن المتوقّع أننا سنشهد انعطافاً كبيراً في الخطاب السياسي الأميركي المسيطر على حرب غزة، بالإضافة إلى الإجراءات القانونية، نتيجة الحسابات الانتخابية المذكورة، وضغوط النواب الديمقراطيين وصورة الولايات المتحدة في العالم.
الكاتب: غرفة التحرير