الجمعة 08 آذار , 2024 04:29

لماذا لا تُطرد "إسرائيل" من لجنة المرأة في الأمم المتحدة؟

الانتهاكات بحق النساء في غزة

أظهر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكات تدمي جبين الإنسانية، استهدفت كافة مكونات الشعب الفلسطيني، وطالت هذه الانتهاكات النساء بشكل شامل، إذ تأثرن بشكل مباشر طال مختلف حقوقهن الإنسانية.

وتفيد التقارير الأممية التي أطلقها الخبراء المعنيون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، صراحة عن ارتكاب جنود الاحتلال لانتهاكات واعتداءات جنسية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى الإعدام التعسفي، الاستهداف المتعمد والقتل، الاعتقال التعسفي، معاملة غير إنسانية ومهينة، احتجاز نساء فلسطينيات في غزة في قفص تحت المطر والبرد دون طعام، الاعتداء الجنسي، الاغتصاب، التهديد بالاغتصاب والعنف الجنسي، التقاط جيش الاحتلال الإسرائيلي لصور مهينة للنساء والفتيات وتحميلها على الإنترنت، الاختفاء القسري لعدد غير معروف من النساء والأطفال الفلسطينيين.

بيان ممثلة إيران في الأمم المتحدة

لمناسبة يوم المرأة العالمي، طالبت ممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة في بيان بطرد الكيان الإسرائيلي من لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة. وقالت في بيانها "في اليوم العالمي للمرأة، فإنّ تمكين المرأة وتعزيز حقوقها يتطلب معالجة الظلم". وأضافت: "أكثر من 9 آلاف سيدة فلسطينية استشهدن على يد الكيان الصهيوني وسط تقاعس مجلس الأمن الدولي، يجب منع إشغال الكيان لمقاعد في الأمم المتحدة".

الجدير ذكره انه في العام 2022 أخرجت اللجنة إيران من عضويتها بسبب مزاعم حول تقويض حقوق الإنسان للنساء والفتيات على خلفية حادثة مهسا أميني، من دون إثباتات دامغة بتورّط النظام الإيراني، الذي شهد انتخابات تشريعية مؤخراً بمشاركة واسعة. فهل سيتم طرد "إسرائيل" من اللجنة بعد كل الانتهاكات التي مارستها في قطاع غزة خلال الحرب الدائرة، وبالاستناد إلى التقارير الموثّقة الصادرة من هيئة الأمم المتحدة نفسها؟

لجنة المرأة السنوية الثامنة والستين في الأمم المتحدة

تنعقد لجنة المرأة السنوية الثامنة والستين (CSW68) في الفترة من 11 إلى 22 مارس/آذار تحت شعار "تسريع تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة". لجميع النساء والفتيات وهو أكبر تجمع سنوي للأمم المتحدة بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

 وتشير هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى حقائق حول السبب الذي يجعل الحرب على غزة هي أيضاً حرباً على النساء:

- تشير التقارير إلى أن ما يقدر بنحو 9,000 امرأة قُتلت على يد القوات الإسرائيلية في غزة حتى الآن. من المحتمل أن يكون هذا الرقم أقل من الواقع، حيث تم الإبلاغ عن وفاة العديد من النساء تحت الأنقاض.

- في كل يوم تستمر فيه الحرب في غزة، بالمعدل الحالي، سيستمر قتل 63 امرأة كمعدّل وسطي.

- يقتل ما يقدّر بنحو 37 أمّاً كل يوم، مما يترك أسرهن مدمرة ويفتقد أطفالهن الحماية.

- تشير 4 من كل 5 نساء (84 بالمائة) في غزة إلى أن أحد أفراد أسرتهن على الأقل اضطر إلى تفويت بعض الوجبات خلال الأسبوع الماضي. وفي 95% من هذه الحالات، تكون الأمهات من دون طعام، ويتخطين وجبة واحدة على الأقل لإطعام أطفالهن. سيواجه جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في غضون أسابيع - وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق حيث أن غزة على وشك المجاعة.

- أفاد ما يقرب من 9 من كل 10 نساء (87 في المائة) أنهن يجدن صعوبة في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال. وتلجأ بعض النساء الآن إلى آليات تكيف مأساوية، مثل البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة.

إنّ صنوف وأشكال الانتهاكات التي تتعرض لها الفلسطينيات من قبل جيش الاحتلال، ألا تستدعي فتح تحقيق دولي مع هذا الكيان المارق لمحاسبته على جرائمهم الوحشية، وقبل كل ذلك طرده من لجنة الأمم المتحدة المعنية بأوضاع المرأة، وهو مطلب أساسي باعتبار إسرائيل -بعد كل هذه الجرائم- لا تمت إلى عناوين الدفاع عن حقوق المرأة بأي صلة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور