الجمعة 29 آذار , 2024 03:16

آيات الأخرس: عروس فلسطين

آيات الأخرس

بدلاً من أن ترتدي "آيات الأخرس"، الفتاة الفلسطينية ذات الـ17 ربيعاً فستان عرسها، آثرت إلا أن ترتدي ثوباً من نوع آخر وأن تُزف إلى مكان آخر بإخلاص تام لربّها وفداءً لبلدها، لتصبح منذ ذلك الوقت "عروس فلسطين".

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة "عروس فلسطين"؟

_ ولدت في الـ 20 من شباط / فبراير عام 1985 في مخيم الدهيشة بالقرب من بيت لحم، الذي نزح اليه جدها من قريته الأصلية قطرة / قضاء الرملة المحتلة إثر النكبة عام 1948.

_وصلت للصف الثاني الثانوي، وعُرفت بتفوقها الدراسي واجتهادها بين بنات جيلها، وكانت تأمل في الالتحاق بالجامعة وأن تصبح مراسلة إخبارية.

_ خلال الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1987، اعتُقِل أخوها الأكبر "سمير" مرتين بسبب مهاجمته لجنود إسرائيليين.

_ في العام 2001، تمت خطبتها وتم التخطيط لإقامة حفل زفافها في تموز / يوليو 2002.

_ رغم معرفتها بموعد استشهادها إلا أنها واصلت مذاكرة دروسها، وذهبت إلى مدرستها لتحضر آخر يوم تعليمي لها، لتؤكد لزميلاتها أهمية العلم الذي أوصتهم به.

_ تصفها والدتها "بأنها المحبوبة من الجميع، والمُحافِظَةُ في أخلاقها ودينها، والمجتهدة في دروسها"، مشيرة في الوقت ذاته إلى تعلقها الشديد بالشهداء والجرحى والأسرى، وإصرارها على زيارتهم وأهلهم باستمرار. فهي كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم وحصل ما كانت تحلم به.

أما والدها فقد عبّر عن اعتزازه وفخره بابنته، مشيراً إلى ان جرائم الاحتلال المستمرة هي التي دفعتها لتنفيذ هذا العمل المقاوم.

العملية

_تلقت التدريبات اللازمة لعدة أسابيع، وقبل تنفيذ العملية التي تزامنت مع انطلاق عملية الجدار الواقي الاسرائيلية، قامت كالعديد من الاستشهاديين بتصوير مقطع فيديو كوصية، والذي هاجمت فيه الأنظمة والجيوش العربية، لعدم نصرتهم فلسطين: " أقول للقادة العرب، توقفوا عن النوم، توقفوا عن عدم أداء واجبكم، عار على الجيوش العربية التي تجلس وتشاهد بنات فلسطين تقاتلن وهم نائمين".

_ نُفّذت العملية بواسطة حقيبة مليئة بالمتفجرات في السوبر ماركت الرئيسي في حي كريات يوفال في القدس. وفي ذلك الوقت، كان السوبر ماركت مليئًا بالزبائن الذين يأتون للتسوق في عطلة نهاية الأسبوع، لكنها تقابلت مع امرأتين عربيتين كانتا تبيعان الخضار بالقرب من المكان، وقامت بتحذيرهما قبل التنفيذ.

_أدّت العملية الى مقتل إسرائيليين وأصيب 28 آخرين بجروح بينهم 6 بإصابات حرجة. وتعدّ آيات الى يومنا هذا، أصغر استشهادية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، فيما كانت الاستشهادية الثالثة خلال انتفاضة الأقصى.

_ أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، مسؤوليتها عن العملية. فيما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزل عائلتها واعتقال عدد من أشقاءها إلى جانب احتجاز جثمانها، الذي لم يُفرج عنه إلا بعد مرور 12 سنة في مقابر الأرقام، وفي إطار تبادل للأسرى. وبعد قيام الاحتلال بتسليم رفات جثمانها لذويها، شُيعت برفقة الشهيد داوود أبو صويّ في الـ 4 من شباط / فبراير 2014، وتم دفنها في مقبرة الشهداء في قرية أرطاس ببيت لحم.

_ فور ذيوع نبأ حصول العملية ومعرفة هوية الاستشهادية، خرجت جماهير مخيم الدهيشة في مظاهرات فرح كبيرة حيث أطلقت النيران ووزعت الحلوى فرحا بالاستشهادية ابنة المخيم.

_بعد استشهادها تغنت بها الطفلة المصرية مي يسري: "إني ذاهبةٌ يا أمي ألبس أكفاناً زهرية.. أحمل بين جوانب صدري قلباً ينبض بالحرية.. اسمي آياتٌ يا وطني وملامح وجهي شرقية.. أبلغ عشرين من العمرِ وينادوني يا ثورية".

_ رثاها الدبلوماسي السعودي غازي القصيبي بـ"قصيدة الشهداء"، وقيل حينها بأن هذه القصيدة كانت سببًا لتدهور علاقات القصيبي الدبلوماسية في بريطانيا، فما كان من حكومته إلا أن عاقبته بعد أشهر، بإعادته الى الرياض كعقوبة له.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور