حرص الناطق باسم كتائب عز الدين القسام "أبو عبيدة"، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 200 يوم على اندلاع معركة طوفان الأقصى، على إعادة تذكير وتحذير الإسرائيليين – خاصة أهالي الأسرى الإسرائيلين لدى المقاومة في غزة - بمصير الطيار الإسرائيلي الأسير رون آراد قائلاً إن "سيناريو رون آراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظا تكراره مع أبنائكم في غزة".
وهذا ما يدركه الإسرائيليون جيداً، ويخشون حصوله دائماً. لذلك لا يغيب "آراد" عن ذهن ذوي الأسرى الإسرائيليين (طوال فترة الصراع ما بعد الثمانينيات سواء بمواجهة المقاومة اللبنانية التي أسرت آراد أو المقاومة الفلسطينية التي بحوزتها عشرات الأسرى المرشحين لتكرار مصيره)، وهو ما يزيد من شدّة الاحتجاجات المطالبة لحكومات الاحتلال، بإجراء صفقات تبادل للأسرى مع حركات المقاومة.
فمن هو رون أراد الذي تحوّل الى النموذج الذي يخشاه كلّ من في الكيان المؤقت إن لم يرضخوا لشروط حركات المقاومة في عمليات التبادل؟
_من مواليد الـ 5 من أيار / مايو للعام 1958. نشأ في مستوطنة مجديئيل (إحدى مستوطنات هود هشارون الأربعة)، ودرس في المدرسة الداخلية العسكرية للقيادة في تل أبيب.
_أكمل دورة الطيران رقم 87 كطيار مقاتل في العام 1979، وعمل كطيار لطائرة فانتوم.
_ في العام 1982، تزوج من تمار جلعاد، وفي العام 1985 ولدت ابنتهما يوفال.
_ في 16 تشرين الأول / أكتوبر 1986، وخلال مشاركته في عملية "بيت الأب 12" ضد حركات المقاومة من منطقة صيدا – جنوب لبنان، ضمن سرب المطرقة 69. أٌصيبت طائرته الفانتوم بنيران أحد المقاومين، ما تسبب بتفجير إحدى الذخائر بالقرب من الطائرة. وهذا ما دفع بأراد إلى إجراء عملية إخلاء من الطائرة، وتم إنقاذ الطيار يشاي أفيرام بواسطة مروحية كوبرا، بينما سقط أراد في أحد بساتين قرية زغدرايا (قرب قرية مغدوشة) وتم أسره من قبل أفواج المقاومة اللبنانية – أمل.
_سلم خاطفوه 3 رسائل كتبها أراد وصورة واحدة، لكن لم يُسمح للصليب الأحمر الدولي بزيارته، واعتباراً من أيلول / سبتمبر 1987، انقطع الاتصال به. وقد باءت جميع محاولات التوصل إلى اتفاق لتبادل للأسرى حوله بالفشل.
_ في أيار / مايو من العام 1988، خلال مواجهات ميدون البطولية ما بين المقاومة الإسلامية في لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي، فُقد أثره من مكان احتجازه (في قرية النبي شيت وفقاً لادعاءات الكيان)، وهذا ما أكّده القائد والأسير لاحقاً مصطفى الديراني "أبو علي". ومنذ ذلك الوقت بقي مصيره مجهولاً ومفتوحاً على شتى أنواع الشائعات والاحتمالات.
_ حاولت إسرائيل مراراً كي تعرف مصيره، أن تأسر قادة في المقاومة كورقة مساومة، مثل عمليتي أسر الشيخ عبد الكريم عبيد (عام 1989) وأسر أبو علي الديراني (1994)، أو الإبقاء على الأسير سمير قنطار وعدم إدراجه ضمن صفقة تبادل العام 2004 (تم تحريره عام 2008، والذي استشهد بعملية اغتيال أواخر العام 2015)، أو عرقلة جميع صفقات التبادل التي حصلت خلال كل هذه الأعوام. لكنها دائماً ما كانت تصطدم بالفشل وترضخ لشروط المقاومة، خوفاً وخشيةً من أن يلقى أسراها الآخرون مصيراً مشابهاً لمصيره.
_ في العام 2004، شكّلت شعبة الاستخبارات العسكرية - أمان، لجنة سرية للتحقيق في مصيره برئاسة اللواء أهارون زئيفي فركش، خلصت في تحقيقها إلى أن أراد توفي في وقت ما بين عامي 1993 و1997، ولم تظهر عليه أية علامات على الحياة منذ عام 1995.
__رفض رؤساء وزراء الاحتلال أرييل شارون وإيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو نشر نتائج تحقيق أمان، ولم تنشر الرقابة العسكرية النتائج إلا بعد أن هدد الصحفي رونين بيرغمان بتقديم شكوى إلى المحكمة العليا. وبعد أن أصبح التقرير علنياً، صرح نتنياهو في العام 2009، أن إسرائيل ستواصل العمل على افتراض أن أراد كان على قيد الحياة، ما لم يكن هناك "دليل قاطع" على أنه مات.
_ في شهر كانون الثاني / يناير من العام 2006، نفى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله علمه بمصير أراد (بعكس ما تداوله الإعلام الإسرائيلي حينها)، مرجّحاً موته وفُقدان جثته.
_في أيلول / سبتمبر 2006، عُرض لأول مرة مقطع فيديو له وهو يتحدث من الأسر، تم الترجيح بأنها تعود للعام 1988. وشوهد أراد في الفيديو وهو يدخن ويجيب على أسئلة قصيرة من أحد آسريه.
_ طوال 3 عقود تقريباً، زعمت حكومات الاحتلال وأجهزة استخباراتها، تنفيذهم العديد من العمليات "السرية والجريئة" بغية الكشف عن مصيره، وآخرها كان خلال العام 2021.
الكاتب: غرفة التحرير