الجمعة 19 تموز , 2024 03:07

ما هي محاور وأهداف الحملة الإعلامية والسياسية على لبنان؟

الحملة الإعلامية والسياسية على لبنان

يشهد لبنان حملةً إعلاميةً وسياسيةً مكثفةً من قبل الاحتلال وحلفائه، تستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي، وتشويه صورة المقاومة، والتمهيد لعمل عسكري محتمل. تُستخدم لهذه الحملة أدواتٌ مختلفةٌ من وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، والتصريحات المضللة من قبل المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين واللبنانيين.

أهداف الحملة

- إضعاف الموقف اللبناني في وجه التهديدات الإسرائيلية: تُريد "إسرائيل" من خلال هذه الحملة إرعاب اللبنانيين ودفعهم للضغط على حزب الله للقبول بشروطها، وتصويره كطرف مُعرقل لأي حل.

وتتجلى هذه الاستراتيجية في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تُبالغ في قدرات جيش الاحتلال وتُهدد بتدمير لبنان (كقول إيهود أولمرت أن فتح جبهة الحرب مع حزب الله قد يؤدي إلى اختفاء لبنان). كما تتضح في إطلاق الشائعات حول حرب وشيكة، وتضخيم عدد القوات العسكرية الإسرائيلية المُستعدة للاجتياح البري (كما ذكرت صحيفة معاريف).

- زرع الفتنة بين مكونات المجتمع اللبناني: تعمل "إسرائيل" وبعض الذباب اللبناني وشخصيات من المعارضة اللبنانية ممن كانت لهم ارتباطات سابقة بالاحتلال على عدم المبالاة واستغلال الحساسيات الطائفية والمذهبية في لبنان، وتأليب الرأي العام ضد حزب الله، وذلك من خلال:

* الترويج لفكرة أن حزب الله هو المسؤول عن تدهور الوضع الاقتصادي والأمني في لبنان، وأنّه الطرف الوحيد الذي يريد الحرب.

* تضخيم التباين بين موقف حزب الله من الصراع مع إسرائيل وموقف بقية اللبنانيين.

* إبراز مظاهر الدّمار في الجنوب اللبناني ونسبتها إلى حزب الله.

* إثارة النعرات الطائفية من خلال التركيز على الهوية "الإيرانية" لحزب الله، وتصويره كجهةٍ غريبةٍ عن المجتمع اللبناني.

- تبرير عمل عسكري محتمل ضد لبنان: تُحاول "إسرائيل" من خلال هذه الحملة التّرويج لسردية أنّ حزب الله يشكل خطراً على أمنها القومي، وأنّ المجتمع الدولي يجب أن يدعم حقّها في الدّفاع عن نفسها بِكل الوسائل المتاحة. وتتجلّى هذه الاستراتيجية في:

* التركيز على خطر ترسانة حزب الله الصاروخية، وتضخيم مداها وقدراتها.

* نشر تقارير حول استخدام حزب الله لمطار بيروت المدني لِتخزين الأسلحة كالصواريخ، والتلميح إلى إمكانية استهدافه.

* التأكيد على ارتباط حزب الله بإيران، وتصويره كأداةٍ لِتنفيذ أجندتها في المنطقة.

* الدعوة إلى تطبيق القرارات الدولية التي تدعو إلى نزع سلاح حزب الله.

تحليل الحملة

تُظهر المادة الدعائية المتداولة حملة إعلامية وسياسية مكثفة تشنها إسرائيل، بدعم واضح من الولايات المتحدة، ضد لبنان. وتهدف هذه الحملة إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، وتأليب الرأي العام ضد حزب الله، وتهيئة الأرضية لعمل عسكري محتمل.

أبرز محاور الحملة:

التهويل والتخويف:

- التأكيد على اقتراب حربٍ شاملةٍ مع حزب الله، والمبالغة في قدرات الاحتلال العسكرية وتصويرها كقوةٍ لا تُقهر. تُستخدم لهذِه الغاية التصريحات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، والتسريبات المزعومة من مصادر أمنية "مغفلة ومجهولة"، ونشر تقارير في وسائل إعلام عبرية وأجنبية موالية للكيان المؤقت.

- الترويج لسردية أن حزب الله هو الذي يسعى للحرب، وأنّ لبنان سيدفع ثمن أفعاله. تستهدف هذه السردية التقليل من شأن التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، وتحميل حزب الله مسؤولية أي تصعيد محتمل.

- تضخيم الخطر الذي يمثّله حزب الله على لبنان والمنطقة، وتصويره كمنظمةٍ إرهابيةٍ تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين. تستهدف هذه الحملة عزل حزب الله داخلياً وإقليمياً، وتبرير أي عمل عسكري ضده.

- نشر معلومات مضللة حول وجود أسلحة وصواريخ لحزب الله في مطار بيروت المدني، والتّلميح إلى إمكانية استهدافه من قبل "إسرائيل". تستهدف هذه الحملة زرع الذعر بين اللبنانيين، والتّشكيك في قدرة الدولة على حماية مرافقها الحيوية.

التحريض على حزب الله:

- التّأكيد على أن حزب الله هو أداة إيرانية، وأنّه لا يعمل لمصلحة لبنان بل لمصلحة طهران. تستهدف هذه الحملة تخوين حزب الله وتصويره كعميلٍ لإيران، والتّشكيك في وطنيته وولائه للبنان.

- التّرويج لأفكار نزع سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية التي تدعو إلى ذلك، وتصويرها كحلٍّ وحيدٍ للأزمة اللبنانية. تستهدف هذه الحملة تجريد لبنان من قدرته على الدّفاع عن لبنان في وجه العدوانية الإسرائيلية.

- التّركيز على الخلافات السياسية والطائفية في لبنان، والتّرويج لسردية أنّ حزب الله هو سبب انقسام اللبنانيين. تستهدف هذه الحملة تعميق الشرخ بين مكونات المجتمع اللبناني، وإضعاف جبهته الداخلية.

الضغط الدبلوماسي والسياسي:

- دعوة رعايا الدول الأجنبية إلى مغادرة لبنان، والتّحذير من السفر إليه بسبب الوضع الأمني "الخطير". تستهدف هذه الحملة عزل لبنان دولياً، والتّأثير على اقتصاده وسياحته.

- الضغط على الحكومة اللبنانية لاتّخاذ موقفٍ أكثر صلابةً تجاه حزب الله، والتّهديد بفرض عقوباتٍ عليها في حال عدم الاستجابة. تستهدف هذه الحملة إضعاف الموقف الرسمي اللبناني، ودفعه إلى التّصادم مع حزب الله.

- التّنسيق مع فرنسا ودول أوروبية أخرى لِبحث سبل نزع فتيل التّصعيد بين كيان الاحتلال وحزب الله، مع التركيز على أهمية تطبيق القرار 1701. تستهدف هذه الحملة تدويل الأزمة اللبنانية، وإيجاد حلولٍ لا تتناسب مع مصالح لبنان.

تشكّل الحملة الإعلامية والسياسية التي تشنّها إسرائيل جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف لبنان وتجريده من قدراته الدفاعية، وتهيئة الأرضية لِعمل عسكري محتمل ضده. ويتطلّب التّصدّي لهذِه الحملة توعية الرأي العام من مخاطرها، وتعزيز الوحدة الوطنية، والتّمسك بحق لبنان في الدّفاع عن نفسِه بكل الوسائل المتاحة.





روزنامة المحور