الإثنين 22 تموز , 2024 03:19

خطاب الكراهية يتحوّل إلى عنف جسدي داخل إسرائيل

استخدام العنف أثناء المظاهرات الإسرائيلية

تزداد أعمال العنف في الآونة الأخيرة داخل المجتمع الإسرائيلي ولم يقتصر الأمر على العنف اللفظي بمفرداته المتنوعة، خصوصاً ضد الحكومة الإسرائيلية، بل تم تسييل لغة العنف لتتحوّل إلى أفعال جسدية، انعكست على حدوث سلسلة من الأحداث العنيفة، أكدتها معطيات متعددة نشرتها الصحف الإسرائيلية.

تسييل لغة العنف: من القول إلى الفعل

تصاعد خطاب الكراهية من العنف اللفظي إلى العنف الجسدي، وخرج من اللسان إلى اليد عبر الأفعال التالية:

- تعرّضت عضو الكنيست جاليت ديستل أتابريان أثناء حديثها عبر البث المباشر، إلى اقتحام أحدهم للمشهد ونزع الميكروفون الذي كانت تتحدث به والإلقاء به بعيدا. 

- اندلعت أعمال شغب في جلسة حول مسألة تجنيد اليهود المتشددين في جامعة رايخمان، وحاول اليساريون تخريب المؤتمر.

- قال رئيس بلدية عراد يائير معيان (في 30 حزيران) "تجاوزنا الليلة خطًا أحمر خطيراً للغاية حيث تجرأ أحد أعضاء المجلس من عراد بيتنا على رمي شيء على عضو آخر في المجلس! لن نقبل أي عنف من أي شخص في عراد، يتوقع من أعضاء المجلس أن يكونوا قدوة إيجابية لسكان مدينتهم وألا يجرؤون على تجاوز الخط الأحمر للعنف في نقاش ديمقراطي، لا مكان للعنف في دولة ديمقراطية".

- القيام ب "سحل" شقيق رهينة إسرائيلية داخل الكنيست، عندما حاول المطالبة بتعجيل صفقة الأسرى.

- تعرّضت عضو الكنيست نعمة العظيمي لاعتداء الشرطة عليها بعنف! فسحبوا شعرها وخنقوها، ونقل الإعلام صورها وهي تبكي وتستغيث. (3حزيران2024) وردّت عظيمي على الشرطة بالقول: "في دولة ديمقراطية، لا يستطيع رجل الشرطة أن يصادر ببساطة الهاتف الخليوي الخاص بالمتظاهر لأنه لا يبدو جيداً في نظره. ماذا يمكننا أن نفعل حتى لا نصل بعد إلى الديكتاتورية التي تريدنا هذه الحكومة أن نكون عليها؟".

- الاعتداء على الصحفي شاؤول جولان (70 عاما) مصور صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، حيث قام نشطاء اليمين المتطرف بضربه بوحشية. ولاحقاً أعلن أنه تعرض لهجوم مسلحين يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، بينما كان يختبئ تحت طاولة في أحد المنازل المحروقة أثناء محاولته تغطية موجة العنف. وقال: "ضربوني بلا رحمة، وكسروا إصبعي وأخذوا حقيبتي وأحرقوا جميع معدات التصوير الموجودة بداخلها".

- تعرّض الوزير السابق يعقوب ليتسمان للهجوم عليه خلال تظاهرة احتجاجية. وصرّح ليتسمان بعد إنقاذه لاحقاً: أنا بخير، ذهبت السيارة وهذا كل شيء، لقد أنقذتني معجزة!

- أنقذت الشرطة وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنوبف بعد مهاجمة سيارته من قبل اليهود المتشددين/الحريديم (بتاريخ 30 حزيران 2024) خلال مظاهرة رافضة للتجنيد، لكن الشرطة لم تستطع حماية سيارته التي تعرّضت للتكسير والتخريب.

- خلال مظاهرة في القدس بين المتشددين والشرطة، ألقيت الألواح الخشبية على قوات الشرطة.

- أحد أنصار نتنياهو (يدعى بار شيم) جاء بسلاح طويل إلى مظاهرة ضد الحكومة في نهاريا، وهاجم المتظاهرين بعنف ودفع مكبر الصوت.

يمثل العنف جزءاً مركزياً من التجربة الإسرائيلية له جذور تاريخية وثقافية عميقة، ومن الواضح أن الأزمات التي يمرّ بها المجتمع الإسرائيلي نتيجة الحرب في غزة، من أزمة الحريديم والنزوح و غيرها من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فضلاً عن نكسة 7 تشرين الأول/أكتوبر، هي الأسباب الأساسية في الوقت الحالي لتزايد أعمال العنف.





روزنامة المحور