الأربعاء 24 تموز , 2024 12:19

تهجير الفلسطينيين.. الهدف الأول غير المعلن للحرب

ورقة علمية: الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة: تهجير الفلسطينيين هدف أوّل … د. عباس إسماعيل

منذ الأسابيع الأولى للحرب الجارية في غزة، ظهرت النية الإسرائيلية لتهجير سكان القطاع إلى خارجه، ورغم المد والجزر في مستوى الغطاء الأميركي والغربي لهذه الخطوة، فإنها بقيت في صلب الإستراتيجية السياسية والعسكرية للاحتلال حتى الآن.

تهدفت الدراسة المرفقة أدناه من إصدار مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات إلى الوقوف على واقع الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، وذلك من خلال معالجة لفرضية السعي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة كجزء من الأهداف غير المُعلَنَة للحرب.

وقد تطرّقت الدراسة إلى فكرة تهويد الحرب على غزة من خلال البُعد الديني التوراتي المتعلّق بأسطورة "أرض إسرائيل" الكاملة، ومن خلال التطرّق للجذور وأبرز المحطّات التاريخية للترانسفير. كما توقّفت الدراسة عند أبرز المواقف والتصريحات الإسرائيلية في الخطاب السياسي ذات الصلة بطرد سكان غزة، بالإضافة إلى المؤتمرات الإسرائيلية لإعادة استيطان غزة، وترحيل الفلسطينيين، والدعوات لتنفيذ الإبادة الجماعية لكلّ سكان القطاع.

وقد توصّلت هذه الدراسة إلى أنّه على الرغم من عدم تبنّي الحكومة الإسرائيلية لهدف التهجير بشكل رسمي كأحد أهداف الحرب المُعلَنَة لكونه يُمَثّل جريمة حرب واضحة، إلا أنّ حجم تأييده ازداد وكشفت عن مكنونات الفكر الصهيوني المكبوت، حيث فُتحت شهوة الانتقام لدى عدد كبير من الإسرائيليين من خلال توجيه الضربات إلى الفلسطينيين من دون تمييز، وتشمل "سلّة الانتقام" الإسرائيلية فرض عقوبات متنوّعة، منها القتل والقصف دون تمييز، كما يشهد واقع حال غزة المدمرة اليوم، بالإضافة إلى دعوات التهجير، وإعادة بناء المستوطنات داخل القطاع انسجاماً مع تقاليد الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يتمّ بناء بؤر استيطانية في مواقع العمليات الفلسطينية في محاولة للانتقام من الفلسطينيين وردعهم.

وقد خَلُصَت الدراسة إلى أنّ معركة طوفان الأقصى أحدثت تحوّلاً استراتيجياً في مرتكزات التفكير الإسرائيلي، ووضعت "إسرائيل" أمام مُعضلات ذات أبعاد وجوديّة، لكنّها في المقابل، أوجدت نافذة لفرص استثنائيّة أمام تيّار واسع في "إسرائيل" من أجل إعادة الروح إلى فكرة "أرض إسرائيل الكبرى"، وضمان "يهودية الدولة" من خلال وضع حدّ لاختلال الميزان الديموجرافي بين اليهود والفلسطينيين على مساحة فلسطين التاريخية، وذلك من خلال الدفع باتجاه عملية ترحيل واقتلاع جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة، وتوسّل السبل كافة، وعلى رأسها السبل العسكريّة والسياسيّة وارتكاب المجازر، وتنفيذ حملة تدمير غير مسبوقة بما يجعل خيار "التهجير" أمراً واقعاً وخياراً مفضلاً، وإن مؤقّتاً، على أمل تحولّه إلى خيار دائم، وهو ما يجب تضافر كلّ الجهود لمنعه وإسقاطه.


المصدر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات

الكاتب: د. عباس إسماعيل




روزنامة المحور