الأربعاء 21 آب , 2024 04:09

أهداف ومبررات الحشد العسكري الأميركي في منطقة غرب آسيا

التعزيزات العسكرية الأميركية في منطقة غرب آسيا

أدارت الإدارة الأميركية محرّكاتها نحو الشرق الأوسط عقب الإعلان عن الرد الحتمي من جبهات محور المقاومة، جراء اغتيال القائدين شكر وهنية، وعملت الولايات المتحدة على تفعيل مسارين، الأول الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة عبر استدعاء حاملات الطائرات ومجموعاتها وأسراب الطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي على مستوى المنطقة بأكملها، لإظهار جهوزية واستعداد لمختلف الاحتمالات على رأسها الدفاع عن "إسرائيل"، ومحاولة ردع إيران وحزب الله، بالتزامن مع حملة سياسية ودبلوماسية، تضمّنت ضغوطًا مختلفة على أطراف محور المقاومة، اتّسمت برسم الخطوط الحمر، والترهيب بتصعيد كبير وشامل لن تكون الولايات المتحدة معزولة عنه. 

يسلّط المقال الضوء على التبرير الأميركي للتعزيزات العسكرية في منطقة غرب آسيا، في الخطاب الرسمي والإعلام.

الخطاب الرسمي الأميركي

يحتوي الخطاب الرسمي الأميركي على اتجاه واضح في تجهيز مشروعية أي عمل عسكري أميركي لاحقاً في المنطقة؛ حيث تستخدم مفردات وعبارات تساهم في صياغة اتهامات للجانب الإيراني وحزب الله بوجود خطر على الأميركي نفسه (موارد بشرية ولوجستية وعسكرية) ما يؤمن له مبررات التدخل الأميركي، حال حصوله، مثل: السياسات العدوانية، الاعتداءات، "الدفاع عن النفس"، حماية القوات والمنشآت، "ضحايا الهجوم". ويأخذ التعزيز العسكري بعين الاعتبار البعد الاستراتيجي الجيوسياسي في حماية النفوذ الأميركي في المنطقة على المدى المتوسط والبعيد.

كما يفتح تعدد الأسباب وعدم التحديد على وجه الدقة حدود الدفاع والدعم والردع في التصعيد باب احتمالات أشكال التدخل على مصراعيه، خاصة وأن البيانات تشمل بعض العبارات الصريحة في الجهوزية للسيناريوهات كافة. الأمر الذي يفتح بدوره التساؤل عن التعزيز الأميركي في أكثر من اتجاه: خدمة الحرب النفسية، عدم وضوح الرؤية الأمريكية أو على العكس وجود نيّة أميركية للتدخل المباشر في رد.

في نقطة لافتة، يُظهر التحريض في الخطاب الأميركي بشكل واضح استثارة للحفيظة الأوروبية، وبعث رسالة واضحة له مفادها: "أنتِ معنية بالتهديدات من الصواريخ الباليستية"، إذ قال وزير الدفاع الأمريكي، أوستن: الحاملات يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية - إلى الشرق الأوسط وأوروبا. وعليه، يحاول الأميركي أن يستدرج الأوروبي معه حال التدخل، بالحد الأدنى في تأمين غطاء دولي يتفادى معه الأمريكي منزلق التنديدات الدولية والشعبية.

يُلاحظ في سردية الإعلام الأميركي الاعتماد على البيانات الرسمية في التعليل، لكن في تحليل نقدي للمشهد السلبي الذي يحاول الترويج له هذا الإعلام، تجتمع بعض المؤشرات السياسية والميدانية التي تعيق وتكبح بشكل كبير جداً الذهاب باتجاه الاحتمالات المفتوحة: التجربة الأميركية من بداية طوفان الأقصى؛ تداعيات التدخل والحرب الموسّعة على الوضع الاقتصادي الأميركي وتضرّر القوات والمنشآت وتهديد المصالح الأميركية؛ سلبيات الحرب الإقليمية على رصيد الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية؛ مشكلة تزويد كييف بالسلاح في وسط حرب موسّعة أو جولات متبادلة؛ وقدرات محور المقاومة والتنسيق الأمني والعسكري بين مختلف الساحات. هذه العوامل الواقعية المنطقية والموثوقة تضبط سردية الإعلام الغربي، ولا تؤيد ما يذهب إليه الإعلام الأميركي من تصعيد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور