"إن زوال إسرائيل من الوجود هو أمر قطعي ونتيجة حتمية، قانون تاريخي وسنة إلهية لا مفر منها"... هكذا يرى بعين العقل والبصيرة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله نهاية هذا الكيان الدخيل على المنطقة.
و"بالمعطيات والوقائع الموضوعيّة تؤكّد هذا المعنى" شرح السيد نصرالله الأسس التي يقوم عليها كيان الاحتلال داخليا وخارجيا "لكن على ضوء ما لدينا نحن من دراسات وما نرى من وقائع أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تستمرّ في البقاء وفي الوجود" فإن "إسرائيل" هي أصلا "وجود غريب عن المنطقة هي ليست وجودا طبيعيا" وعن نقاط الضعف لدى الكيان كما يراها السيد نصر الله:
نقاط ضعف إسرائيل
-اعتماد "إسرائيل" على مساعد خارجي وليس على ركائز الدولة القوية كأي دولة أخرى حتى أصبح استقرارها وأمنها مرهون ومرتبط بأمن واستقرار خارجي، "قوّة إسرائيل الآن تستند بشكل أساسي على قوّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة. حسناً، لو حصل أي شيء الآن في أمريكا، كما حصل في الاتحاد السوفييتي، أي انهيار اقتصادي على سبيل المثال، خلاف داخلي وانقسامات وانشقاقات داخليّة، حوادث طبيعيّة، أو أي شيء يؤدّي إلى انشغال أمريكا بنفسها وتراجع نفوذها في المنطقة...الإسرائيليّون سيجمعون حقائبهم ويرحلون، لا يحتاجون إلى حرب".
-تأييد ودعم بعض الدول العربية المطبّعة مع الكيان هي أنظمة تغرد خارج السرب منسلخة عن إرادة شعوبها، كما أنها هذه "الأنظمة العربيّة الموجودة والجيوش العربيّة تخلّصت فيه من الضغط الأمريكي فسيكون موقفها من إسرائيل مختلفاً. حتّى هذه الجيوش وهذه الأنظمة".
-هذا الكيان أشبه ما يكون إلى "قاعدة عسكرية" لا "دولة" وهي تفتقد مقومات الدولة الأساسية، "في كلّ العالم هناك دول صُنعت لها جيوش، أي أنّ الدولة تصنع جيشاً، لكن يقولون في الأدبيّات أن إسرائيل هي جيشٌ صُنعت له دولة. في كل دول العالم قد ينهار الجيش وقد يسقط الجيش، لكن تبقى الدولة. في العراق بعد الغزو الأمريكي، الأمريكيّون قاموا بحلّ الجيش العراقي لكن لم ينتهِ العراق، وبقي العراق".
-"إسرائيل" هي وجود طارئ وغريب ولا يمكنه الاستمرار، فهي "ليست موجودة بقوتها الذاتية وإنما موجودة بفعل الإرادة الدولية والواقع الدولي الذي سيتغير وخلال سنوات قليلة أيضاً".
-تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته و"صموده 60 عاماً والذي تحمل ما لا يطاق وما زال يتحمل".
-الواقع الديموغرافي: "في فلسطين 48 والـ 67، وقد قلت سابقاً أن الإسرائيليين يخافون على وجودهم"، يفتقد الكيان الأرضية المتينة لقيامه وهي الشعب.
-الممانعة العربية: الالتفاف العربي حول القضية الفلسطينية "وبعض الدول العربية التي ما زالت ممانعة وفي مقدمتها سوريا والممانعة الشعبية الشاملة على امتداد العالم العربي وعلى امتداد العالم الإسلامي".
- فقدان الزعامات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، "ان شارون هو آخر ملوك بني إسرائيل. إسرائيل هذه لن يأتيها ملك مجدداً، كلهم أقزام صغار".
-فقدان روح المواطنية و"فقدان العقيدة في المجتمع الصهيوني والذي تحدث عنه قبل سنوات قليلة نتنياهو عندما قال لقد انتهت العقيدة الصهيونية عند شعب إسرائيل وأصبح المشروع الصهيوني والفكر الصهيوني من مخلفات الماضي. اليوم، الثقافة في إسرائيل".
-تفكك المجتمع الإسرائيلي "وتزايد نسبة السرقة والجرائم، نسبة المخدرات، نسبة الخلل الأمني نسبة التفكك الاجتماعي والسياسي والحزبي والتناحر الداخلي".
-سقوط جيش الاحتلال الإسرائيلي "وسقوط الهيبة، سقوط قدرة الردع، سقوط الثقة، ثقة الجنود بالضباط والضباط بالجنرالات وثقة الشعب بهذا الجيش وبهذه المؤسسة"..
وعن قول السيد علي الخامنئي ان "إسرائيل لن تشهد الأعوام الخمس وعشرين القادمة" قال السيد نصر الله: "عندما سمعت ال٢٥ سنة اعتبرت أن سماحة السيّد القائد أعطاهم وقتاً إضافيّاً".
غير ان المواجهة تستند على خطة محددة وليست صنيعة الصدفة وحددها السيد نصر الله" لكن هذا طبعاً ليس بلا قيد وبلا شرط، بشرطها وشروطها":
-ان يتحمل الشعب الفلسطيني والمقاومة في لبنان وشعوب المنطقة مسؤولياتهم بشكل جيّد "وواصلنا هذا الطريق فإسرائيل لا تستطيع أن تبقى في المنطقة لمدّة طويلة".
- "بشرط عدم الاستسلام "لإسرائيل"
- "صمود الجمهورية الإسلامية وصمود محور المقاومة".
منذ احتلال "إسرائيل" لفلسطين المحتلة وهي حبيسة التغيرات التي تطرأ على المنطقة والساحة الدولية، فما تلبث ان تعتاد على معادلة ما، حتى تأتيها صفعة أخرى تجعلها في تخبط استخباراتي سياسي عسكري، خاصة مع التقدم الكبير الذي حققه محور المقاومة وكانت آخرها المعادلة- بعد انتصار الفلسطينيين في معركة سيف القدس- التي أطلقها السيد حسن نصرالله: "المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي القدس مقابل حرب إقليمية. حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه".
وعن المصير المحتوم لزوال "إسرائيل" كان السيد حاسمًا في قوله "أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بقوّة أن الأجيال الحاضرة إن شاء الله ستدخل إلى فلسطين وستصلّي في القدس ولن يكون هناك وجود لإسرائيل... انا سأصلي في القدس".
الكاتب: غرفة التحرير