الأربعاء 24 آذار , 2021 04:16

لماذا طلب الكاظمي اجراء حوار مع واشنطن؟

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي

جاء تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي عن غرض وجود القوات الأميركية في العراق ليفتح الباب مجدداً على النقاش حول شرعية وجود هذه القوات، خاصة بعد اتخاذ البرلمان العراقي قراره بضرورة انسحاب القوات الأميركية من كافة الأراضي العراقية، اثر تنفيذ الجيش الأمريكي جريمة اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال الشهيد قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وعدد من المرافقين العراقيين والإيرانيين بضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي عام 2020.

وادعت ساكي"أن قوات التحالف موجودة في العراق فقط لغرض التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية لضمان عدم تمكن داعش من إعادة تجميع صفوفها".

البيت الأبيض كان قد أعلن في بيان له أن الولايات المتحدة والعراق سيعقدان حواراً استراتيجياً في نيسان المقبل، وجاء ذلك إثر طلب العراق رسمياً من الرئيس الأميركي جو بايدن استئناف الحوار حول العلاقات المشتركة، وتحديداً انسحاب القوات الأميركية المتبقية في العراق ، وقد سلمت هذه الرسالة إلى السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر.

هذا الحوار بين البلدين يترجم مصالح الطرفين حول إعادة العلاقات الثنائية بينهما، حيث يرى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في إعادة تفعيل العلاقات بداية الحل للخروج من الأزمات الاقتصادية والتجارية وتنشيط الاستثمار.

فيما تتطلع الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث ترمي دائماً لمصادرة القرار العراقي، وجعل العراق بلداً تابعاً لا سيداً مستقلاً يمكنها التحكم بقراراته، وممارسة الضغط المستمر لحل الحشد الشعبي، والتهديد والوعيد تارة بضرب قوات الحشد ومراكزه العسكرية، وتارة أخرى من بوابة الاقتصاد، والقضاء على كل أشكال القوة وأسبابها لدى العراقيين.

فبالرغم من إعلان الكاظمي ، نجاحه في إتمام انسحاب 60% من القوات الأجنبية المتواجدة في العراق وفق قوله، وتصريحات المسؤولين الأميركيين في البنتاغون حول تراجع عدد القوات الأميركية إلى 2500 عسكري فقط، تشير الوقائع الميدانية إلى غير ذلك، حيث تؤكد مصادر ميدانية أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو إعادة تموضع لقواتها على الأراضي العراقية، ولا نية لديها بالانسحاب على المستوى المنظور.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور