الجمعة 05 آب , 2022

معركة وحدة الساحات

حوالي الساعة الخامسة من عصر يوم الخامس من شهر آب / أغسطس من العام 2022، اغتال كيان الاحتلال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) تيسير الجعبري، وذلك بغارات جوية استهدفت شقة سكنية في الطابق السابع من مبنى "برج فلسطين" الواقع في شارع الشهداء (غربي غزة).

وبتوقيت حركة الجهاد الإسلامي "تاسعة البهاء" (نسبة للتوقيت الذي كان يعتمده الشهيد القائد بهاء أبو العطا) أطلقت سرايا القدس الرشقات الصاروخية رداً على الاغتيال معلنةّ بدء معركة "وحدة الساحات"

خلفيات الاغتيال والمعركة

أراد الاحتلال مع تنامي كتائب سرايا القدس في مناطق شمال الضفة الغربية المحتلّة وبالأخص جنين وما حققته من عمليات استهدفت جنود الاحتلال خلال سنة واحدة، أن يعزل غزّة عن الضفة الغربية. واعتقل أحد كوارد حركة الجهاد الإسلامي في الضفة بسّام السعدي الى جانب إهماله للوضع الصحي المتدهور للأسير المضرب عن الطعام خليل العواودة.

على إثر هذه الأحداث أعلنت سرايا القدس حالة الاستنفار العام في صفوفها، فرفع الاحتلال مستويات التأهب وفرض حظر تجوال في مستوطنات غلاف غزّة التي بقيت شوارعها خالية من المستوطنين وشلّت الحياة فيها لحوالي الـ 4 أيام، فتعالت انتقادات الجمهور للمستويات السياسية والعسكرية والأمنية

ظنّ الاحتلال باغتيال القائد الجعبري أنه سيعيد الى جيشه صورة الردع التي شوّهتها سرايا القدس، ويوجّه به ضربة استباقية في إطار "حملة عسكرية" هدفت الى شطب حركة الجهاد الإسلامي وتأليب حاضنتها الشعبية وعزلها في الساحة الفلسطينية.

مسار العدوان والمعركة

لكنّ الحركة وجناحها العسكرية صمدا أمام عدوان الاحتلال، على الرغم من اغتيال الجيش في اليوم التالي من العدوان (6 / 8) لقائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس خالد منصور في غارات جوية على رفح (جنوب القطاع).

كثّفت سرايا القدس من رشقاتها الصاروخية رداً على اغتيال القائد منصور، وأظهرت زخماً عسكرياً وإدارة ميدانية للمعركة، فقد تواصلت الرشقات الصاروخية والمدفعية طيلة 56 ساعة وكانت كامل الأراضي الفلسطينية المحتلّة تحت مرمى نيران سرايا القدس. وتركزّت الضربات على مستوطنات غلاف غزّة التي قصفت جميعها بالتزامن (58 مستوطنة)، بالإضافة الى استهداف المواقع العسكرية على طول الحدود مع قطاع غزّة.  

توقفت المعركة بعد وساطات عربية ولا سيما الوساطة المصرية التي توصّلت الى "اتفاق" بين حركة الجهاد الإسلامي وكيان الاحتلال ينصّ بالافراج عن الأسيرين عواودة والسعدي وفتح المعابر، نفّذ الاحتلال الشروط لكنه نقض ببند الافراج عن السّعدي.  

ارتكب الاحتلال خلال أيام العدوان المجازر بحق الشعب الفلسطيني لا سميا في الغارات على المناطق الشمالية والجنوبية ومنها مجزرة "مقبرة الفالوجة"، وقد راح ضحيتها 49 شهيداً من بينهم 17 طفلاً بالإضافة الى مئات الجرحى. فيما حاول الاحتلال من خلال الرقابة العسكرية على الاعلام التعميم على الخسائر المادية والأضرار التي ألحقتها صواريخ سرايا القدس بالعديد من مواقعه، لكنّه بعد أيام قليلة من المعركة بدأ بالكشف عن قتل حوالي 13 اسرائيلياً زعم انه قضوا في حوادث سير.

لم يحقق الاحتلال هدفه الرئيسي من العنوان (تقويض شعبية الحركة والمقاومة) فقد أقامت "الجهاد الإسلامي" مهرجانات تأبين شهدائها في العدوان بالتزامن في العديد من الساحات (غزّة، جنين، بيروت، دمشق)، حضرتها الجماهير الغفيرة وقد مثّلت استفتاءً شعبياً واضحاً على نهج الحركة وخيار المقاومة.

روابط مرتبطة بالحدث:

وحدة الساحات: إنجازات سرايا القدس في وقت قياسي!
قراءة في إدارة الجهاد الاسلامي لمعركة وحدة الساحات

هآرتس: إسرائيل قتلت الأطفال في غزّة لا صواريخ المقاومة
في 48 ساعة: الاحتلال يرتكب جرائم ضد الإنسانية في غزّة
تكاليف وخسائر الاحتلال في عدوانه على غزّة
الفضاء المجازي معركة أيضاً: كيف خاضتها المقاومة الفلسطينية؟
الجهاد الإسلامي: حاضرة في الميدان الاجتماعي أيضاً
حماس والجهاد الإسلامي: صفٌ واحد
مهرجانات وحدة الساحات..ترابط وامتداد الجهاد الإسلامي
800 مقاتل يلتحق بسرايا القدس والآلاف بالانتظار
«وحدة الساحات» في الميزان
كيف عمّقت معركة "وحدة الساحات" قلق الاحتلال؟



روزنامة المحور