الخميس 11 تشرين ثاني , 2004

وفاة الرئيس ياسر عرفات

في العام 2004، طرأ تدهور صحي على رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات نقل إثره الى الأردن ثمّ الى فرنسا. وفي الحادي عشر من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 2004 انتشرت أخبار عن وفاة عرفات، وقالت أوساط طبية فرنسية أن سبب الوفاة كان تكسّر صفائح الدم ونزيف في الدماغ لكنّ الاعتقاد لدى الأوساط الفلسطينية هو أن "موساد" الاحتلال دسّ السّم في طعام عرفات. وخصصت حركة فتح لجنة للتحقيق بوفاته لكنها بعد 18 عاماً " لم تتوصل لنتائج دقيقة وموضوعية وقاطعة في هذه المسألة" حسب ما قال اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس لجنة التحقيق في القضية.

يعدّ عرفات من الشخصيات المثيرة للجدل فلسطينياً وعربياً، يقيّمه البعض حسب سيرته الأولى حين شكّل ركزاً للمقاومة واستنهاضها ضد كيان الاحتلال مع تأسيسه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وجناحها العسكري. وسعى عرفات الى تحشيد الدعم العربي لفتح والاعتراف بها، وأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1965 وقاد العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال قبل عدوان1967 وبعده.

تمركزت "فتح" وقواعدها على الحدود الأردنية بعد "النكسة"، وتكثّفت العمليات الفدائية داخل الأراضي الفلسطينية، لكنّ عرفات غادر الأردن عام 1971 بعد أحداث عرفت بـ "أيلول الأسود". انتقل عرفات الى لبنان حيث أسس مقر قيادة فتح في العاصمة بيروت بالإضافة الى قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني قرب الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي العام 1982 اجتاح الاحتلال لبنان بذريعة ضرب المقاومة الفلسطينية. انسحبت فتح من لبنان عقب الاجتياح وغادر عرفات الى تونس. كما برزت علاقة فتح مع إيران والامام روح الله الخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية، وقد رفع عرفات العلم الفلسطيني على سفارة الفلسطينية في طهران والتي كانت قبل الثورة سفارة للاحتلال.

فيما ينظر البعض الآخر الى عرفات من منظور من بدّل طريقه، فقرارً واحداً أخذ بعرفات الى مفترق طرق التسويات والتنازلات السياسية لصالح الاحتلال، اذ وقّع عرفات اتفاق "أوسلو" عام 1993 مع رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إسحاق رابين اعترف به بوجود "إسرائيل". ثمّ تتالت الاتفاقيات مع الاحتلال. لكنّ حكومات الاحتلال نقضت كل البنود.

بعد اقتحام رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون للمسجد الأقصى اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي تصاعدت أحداثها خلال 5 سنوات، كما خلالها ساءت علاقة عرفات بالولايات المتحدة وحمّله الاحتلال مسؤولية الأحداث والتصعيد. وفي آذار / مارس من العام 2002 حاصرت قوات الاحتلال مقر السلطة في رام الله ومنعت عرفات من مغادرة الأراضي الفلسطينية لحضور القمة العربية المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت، الى أن اغتيل.

روابط مرتبطة بالحدث:

ياسر عرفات: رمز المقاومة الذي بدّل طريقه!

ياسر عرفات "أبو عمار" - مركز المعلومات الوطني الفلسطيني

17 عاماً على وفاته.. من هو ياسر عرفات



روزنامة المحور