الأربعاء 05 حزيران , 1963

انتفاضة 15 خرداد

إنتفاضة15 "خرداد"/ 5 حزيران من العام 1963، التي تعدّ ذروة انتفاضة الشعب الإيراني ومنطلق الثورة الإسلامية، التي انتصرت عام 1979.

ففي ذكرى عاشوراء من ذلك العام، أي قبل الانتفاضة بيومين، ألقى الإمام الخميني (رض) خطاباً تاريخياً ومصيرياً في المدرسة الفيضية، هاجم فيه الشاه والولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت، وتم على إثر ذلك اعتقال أجهزة أمن الشاه للإمام. ما دفع بالشعب الإيراني الى تنظيم تظاهرات حاشدة في العاصمة طهران وفي مدينة قم وغيرهما من المدن والبلدات الإيرانية.

فأقدَمَ نظام الشاه بكلّ أجهزته من جيش، وشرطة، وأجهزة استخبارات، على قمع هذه الحركة الشعبية بكل وحشية، بحيث ارتقى على إثرها مئات الشهداء ما عدا المصابين والجرحى، كما اعتقل خلالها 320 شخصاً من بينهم 30 من كبار علماء الدين. ولم تكتفي أجهزة الشاه بذلك فقط، بل قاموا بدفن الشهداء في مقابر جماعية، ومعهم العديد من الجرحى الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة.

لكن اللافت في هذه الحادثة، أنّ أيّ من المنظمات العالمية أو ما يسمى بمنظمة حقوق الإنسان، لم تحرك ساكناً أمام هذه المجازر الوحشية. كما قوبلت بالهجوم والإدانة ممن كانوا يدّعون معارضة الشاه. فالماركسيين والدول الاشتراكية واليساريين، أدانوا هذه التحركات ووصفوها بالإقطاعية، فيما وصفها "الوطنيون" بأنّها حركة عمياء بلا هدف وحركة مُتطرفة. الأمر الذي أدّى الى بقاء الإمام (رض) وبدعم من الشعب وحيداً.

إلا أنها وبالرغم من قمعها يومئذ، شكلت شرارة أحداث ذات أهمية استمرت لـ 15 عاماً، واستطاعت الإطاحة بالشاه وتأسيس الجمهورية الإسلامية.


الصور


روزنامة المحور