22:55 بتوقيت القدس المحتلة
في الثالث من شهر نيسان / ابريل عام 2002، وخلال الانتفاضة الثانية، اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلّة، معلناً عن عدوان على أهله استمر حوالي الـ 12 يوماً تحت اسم "عملية السور الواقي".
اقتحمت خلال العدوان دبابات الاحتلال وآلياته الأزقة الفلسطينية الضيقة اذ لا تتجاوز مساحة المخيّم المكتظّ بالفلسطينيين الكيلو متر الواحد، كما تعرّض أيضاً لقصف بالطائرات. وأشار تقرير الأمم المتحدة عن استشهاد أكثر من 58 فلسطينياً، ودمّر الاحتلال البنية التحتية للمخيم والمستشفيات والمرافق التابعة "للأونروا".
تذرّع الاحتلال بعملية تفجير استهدفت فندقاً في مدينة نتانيا المحتلّة، وقد هدف الاجتياح الى القضاء على مجموعات المقاومة التي صمدت وواجهت رغم الحصار وقلّة الإمكانات العسكرية، وألحقت الخسائر البشرية والمادية بجيش الاحتلال، اذ اعترف الاحتلال بمقتل 28 جندياً منهم 14 في يوم واحد عبر كمين للمقاومة، فيما يُقال إن العدد الحقيقي للجنود القتلى أكثر من 50.
عملت المقاومة بشكل استثنائي في معركتها، اذ تشكلت غرفة عمليات مشتركة ضمت الأجنحة العسكرية للفصائل كافة، وقد تابع الشهداء القادة محمود طوالبة من حركة الجهاد الإسلامي، ويوسف ريحان "أبو جندل" من حركة فتح، وغيرهم من القادة العمليات في الميدان. وجهّزت المقاومة حوالي 200 مجاهد بالأسلحة الخفيفة آنذاك والعبوات محلية الصنع للتصدي للعدوان. وبقيت العمليات الاستشهادية تخرج من داخل المخيم الى أن لقّبه الاحتلال بـ "عشّ الدبابير".
بعد المعركة، بات مخيم جنين أرضية لعمل المقاومة في الضفة الغربية، وقد نهضت فيه عام 2021 "كتيبة جنين" التي تشعل الاشتباك اليومي مع الاحتلال، كما تحوّل المخيّم الى رمز للتمسّك بخيار المقاومة ضد الاحتلال وتحرير الأرض، ولم يجرأ على شنّ اجتياح واسع من جديد.
روابط مرتبطة بالحدث:
مخيم جنين: "عشّ الدبابير" الذي هزم الاحتلال!
الشهيد "أبو جندل": مؤسس المجموعات العسكرية في مخيم جنين
حين أخفقت إسرائيل في القضاء على المقاومة.. 20 عاما ولا تزال معركة مخيم جنين مستمرة
معركة مخيّم جنين.. المقاومة تجمعنا
