الإثنين 01 نيسان , 1985

الانسحاب الإسرائيلي من النبطية وصور

في هذا اليوم، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينتي صور والنبطية الى ما يعرف بخط الحزام الأمني، بعد تكبده خسائر فادحة، نتجت عن العمليتين الاستشهاديتين اللتين نفذهما الاستشهاديان حسن قصير (فتى عامل) وعامر كلاكش (أبو زينب).

كان عرض منطقة الحزام الأمني التي سيطرَت عليه إسرائيل بضع كيلومترات، وكان يُشكل مساحة حوالي 10٪ من إجمالي الأراضي اللبنانية. وكان يقطن في هذه المنطقة حوالي 150 ألف شخص يعيشون في 67 قرية وبلدة، من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية من الشيعة والموارنة والدروز. وكانت بلدة مرجعيون في المنطقة الوسطى تشكل "عاصمة الحزام الأمني".

هذه المنطقة أطلق عليها في الأول دولة لبنان الحرة التي نصبت نفسها دولة رسمية، حظيَت بدعم أمريكي واعتراف إسرائيلي وفشلت في نيل أي اعتراف دولي وتدهورت سلطتها مع موت العميل سعد حداد عام 1984، ليتولى الإدارة من بعدها جيش العملاء الذي كان يطلق عليه اسم الجيش اللبناني الجنوبي (الذي سُمي في البداية جيش لبنان الحر)، والذي كان يلقب بجيش لحد.

بعد عقود من تلك السنة، اعتبر محللون إسرائيليون قرار حكومة الكيان المؤقت بتدشين قد أسفر عن نتائج عكسية، وأسهم في تدهور البيئة الاستراتيجية للكيان. ورأوا بأن أخطر نتائج هذا القرار، الذي اتخذته حكومة شمعون بيريز في العام 1985، تمثل في توفير الظروف الملائمة لانطلاق حزب الله، وما اعتبروه تمكيناً لكل من إيران وسورية باستنزاف إسرائيل، في غياب أي إمكانية لتحمليهما المسؤولية عن ذلك، وبالتالي تكبيدهما الثمن وفقاً لوصفهم.



روزنامة المحور