الجمعة 26 نيسان , 1996

تفاهم نيسان

في الساعة السادسة بعد ظهر الـ 26 من نيسان / أبريل للعام 1996، استطاع لبنان بجهود مقاومته وصمود شعبه وتضامن دولته، ومن خلال الدعمين السوري والإيراني، وبواسطة من الدولة الفرنسية، فرض أول تفاهم لوقف إطلاق النار على الكيان المؤقت سُمي تفاهم نيسان، بعد عدوان عناقيد الغضب الذي استمر 16 يوماً، قامت فيه إسرائيل بتنفيذ أكثر من 1100 غارة جوية وقصف شامل، حصل على إثرها العديد من المجازر: مجزرة قانا – مجزرة إسعاف المنصوري،...

وهذا ما ردت عليه المقاومة بحوالي 639 هجمة صاروخية استهدفت فيها المستوطنات في منطقة شمال فلسطين المحتلة، خصوصاً مستوطنة كريات شمونة. وقد خاض مجاهدو المقاومة أيضاً اشتباكات عديدة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا أنطوان لحد.

الرد الصاروخي للمقاومة أسس لمعادلات الردع التي شملها تفاهم نيسان، بحي تم الاتفاق على إنهاء الهجمات عبر الحدود ضد الأهداف المدنية، وكذلك الامتناع عن استخدام القرى المدنية لشن الهجمات، على أن تقتصر المواجهات على الأهداف العسكرية.

وتم تعيين لجنة لرصد تنفيذ هذا التفاهم، كانت مؤلفة من ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وسوريا والكيان المؤقت ولبنان، وكانت تنعقد بشكل دوري لمناقشة أي انتهاكات.

 وقد كان لهذا التفاهم العديد من الأبعاد الاستراتيجية، خاصةً لمصلحة المقاومة. بحيث حصر الصراع قدر الإمكان بالعمليات العسكرية بعيدًا عن المدنيين، كما جعل الدولة اللبنانية تتوحد بشكل رسمي خلف المقاومة لمواجهة الاحتلال، كما أُجبِر المجتمع الدولي على الاعتراف ولو بطريقة غير مباشرة بشرعية المقاومة وأنها الأنسب للتحرير من الاحتلال، في ظل تخاذل مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.


الصور


روزنامة المحور