رسالة الإمام الخميني إلى غورباتشوف

رسالة سيد روح الله الخميني إلى ميخائيل غورباتشوف هي رسالة أرسلها مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى زعيم الاتحاد السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف، في 7 يناير 1989 يدعوه عبرها إلى الإسلام ويحذّره من الاعتماد على الدول الغربية.

مضمون الرسالة

 عبر الإمام الخميني في رسالته عن عجز الرأسمالية عن حل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الاتحاد السوفياتي وبالتالي فإن التوجه غلابًا لحل المشاكل المتفاقمة لن ينقذ الاتحاد، وحملت رسالة الإمام الخميني التي جاءت في أعقاب انتهاء حرب الخليج الأولى، دعوة إلى غورباتشوف للتخلي عن العقيدة الشيوعية والالتحاق بالإسلام والتوقف عن محاولة محو الهوية الإسلامية لمواطني جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية. وأكّد فيها أن الشيوعية ستذهب إلى متاحف التاريخ السياسي العالمي، بسبب عدم تلبية الماركسية لأي شيءٍ من الاحتياجات الإنسانية الحقيقية.

توقيت الرسالة

أتت الرسالة في آونة بدأ فيها غورباتشوف بإعادة النظر في البناء وفي النهج السابقين في الاتحاد السوفياتي، وبتطبيق ما سمي بالروسية «البيريسترويكا» أي اعادة البناء الشاملة على كل المستويات. يقول الإمام بهذا الصدد: «قد بدأتم دورًا جديدًا في التحليل السياسي واعادة النظر والتعامل مع قضايا العالم وقضايا الاتحاد السوفياتي بشكل خاص». كما أن ذلك لم يكن في نظر الإمام بدون قيمة إذ قال «ولكن شجاعتكم ولو بهذا الشكل المحدود في اعادة النظر في مذهب ظل لسنين طوال يكبل ثوار العالم بقيوده الحديدية، لهي جديرة بالثناء». ولهذا السبب لم يعمد إلى ارسالها بعيد انتصار الثورة مثلًا، ذلك أن الكلام إذا أتى بمعرض الحاجة يكون وقعه أشد ويثير الاهتمام بشكل من الجدية أكبر.

نشر الرسالة في الاتحاد السوفيتي

يرى الفيلسوف والباحث الروسي الكساندر بروخانوف، في معرض اشارته للرسالة التي بعث بها الامام الخميني الى الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، والتي توقعت مستقبل الاتحاد السوفيتي، يرى أن عددًا كبيرًا من الشبان الروس يعتبرونها بأنها كانت موجهة لهم وهم المعنيون به وليس غورباتشوف، خاصة أن نظامهم لم يتمكن من تلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية.

وأشار بروخانوف، الذي أمضى 40 عاما من عمره في كتابة تاريخ روسيا، في حواره مع وكالة “تسنيم " الدولية للأنباء، الى بعض ذكرياته عن رسالة الامام الخميني الى الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي قائلاً: لقد نشرت آنذاك الرسالة في صحيفتي الخاصة، وان الجميع بات اليوم يعترفون بصدق تكهن الامام الخميني، الذي أوصي غورباتشوف بانتهاج سياسة جديدة وتشكيل نظام جديد لمستقبل الاتحاد السوفيتي، في وقت لم يدر في بال المسؤولين السوفيات أن يشاهدوا انهيار نظامهم بهذه السرعة.