معركة الكرامة

تعتبر معركة الكرامة، التي حصلت في الـ 21 من آذار / مارس للعام 1968، واحدةً من أهم المعارك التي تلت حرب النكسة العربية 1967، والتي أثبتت فيها المقاومة الفلسطينية المسلحة بالتعاون مع الجيش الأردني، عن إمكانية إلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً، طالما وُجدت الإرادة الكافية للتصدي له.

فقد استمرت المواجهة المسلحة لمدة 15 ساعة تقريباً، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والقوات المسلحة الأردنية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، في بلدة الكرامة الأردنية. وكان هدف الكيان المؤقت حينها احتلال نهر الأردن لأسباب يعتبرها إستراتيجية.

وقد عبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي النهر فعلاً، من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي حربي كثيف. لكن المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني تصدوا لهم بقوة على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت. وفي قرية الكرامة حصلت معركة استمرت قرابة الـ 50 دقيقة، مما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة آلياتهم المحترقة وجنودهم القتلى، دون أن يتمكنوا من سحبهم.

لذلك تحولت معركة الكرامة الى نقطة تحوّل في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث أثبت "الكفاح المسلّح" قدرته على قيادة حرب التحرير، والسيطرة على العمل الفدائي الفلسطيني، خصوصاً حركة فتح، التي تزعمت الساحة السياسية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وقد ساهمت هذه المعركة في ترسيخ الوجود المقاوم شرقي الأردن، وأعطته زخماً شعبياً كبيراً فلسطينياً وعربياً. كما أسهمت في تكريس خيار "حرب العصابات" و"حرب التحرير الشعبية" ضدّ الكيان كأسلوب وتكتيك عسكري للمواجهة وتحقيق الانتصار.

خسائر الإسرائيليين

بلغت خسائر الإسرائيليين:

_70 قتيلاً وأكثر من 100 جريح.

_45 دبابة، 25 عربة مجنزرة، 27 آلية مختلفة، 5 طائرات.