الأحد 18 شباط , 2018

تحرير الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق

 في الـ 18 من شهر شباط / فبراير من العام 2018، بدأ الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه، عملية "فولاذ دمشق"، من أجل تحرير ضاحية الغوطة الشرقية التي كانت تسيطر عليها المجموعات الإرهابية.

والغوطة الشرقية، هي مجموعة البلدات والمزارع التي تحيط بالعاصمة السورية دمشق، وكانت معقلاً للكثير من التنظيمات الإرهابية، في مقدمتها من يطلقوا على أنفسهم اسم "جيش الإسلام" الذي يتلقى الدعم من السعودية، والذي قدّر عديده وقتئذ بحوالي 15 ألف إرهابي، وكانت مدينة دوما هي مركز هذا التنظيم.

أما ثاني أكبر التنظيمات "فيلق الرحمن" التابع لما يعرف بالجيش السوري الحر، ومن بعدها تنظيم "أحرار الشام" الممول بشكل أساسي من تركيا وقطر، وهيئة "تحرير الشام" (جبهة النصرة).

استطاعت هذه المجموعات السيطرة على هذه المنطقة منذ العام 2013، ما دفع بالجيش السوري الى تطويقها، ولم يقدم على أي عملية واسعة ضدها، منعاً لسقوط ضحايا من المدنيين، والذين يقدّر عددهم بحوالي 400 ألف.

تفاصيل العملية

_ استمرت العملية حتى الـ 14 من نيسان / أبريل من العام 2018، أي نحو شهرين.

_ بدأت العملية في الـ 18 من شباط / فبراير من خلال القصف التمهيدي المدفعي والجوي، الذي استمر لمدة 8 أيام متتالية قبل بدء الهجوم البري. بالتزامن مع رمي المناشير لتنبيه المدنيين وتحذيرهم وتشجيعهم على الخروج من هذه المنطقة، كما تم اسقاط مناشير تحث المقاتلين على تسليم أسلحتهم والاستسلام.

_ في صبيحة الـ 25 من شباط / فبراير، بدأ الهجوم البري وبحلول الـ 5 من آذار / مارس، سيطر الجيش السوري وحلفائه على 35% من هذه المنطقة، وكان على بعد كيلومترين جنوب شرق دوما التي يسيطر عليها الإرهابيون.

_ بدأت عملية القضم الممنهجة عبر خياري التسوية عبر تسليم المسلحين لأسلحتهم وإجلاء المدنيين، او من خلال العملية العسكرية، وهذا ما ساهم في تخفيف تكاليف العملية.

_ في الـ 31 من آذار / مارس، أجريت آخر عمليات الإجلاء للمدنيين والمسلحين المستسلمين الخاضعين للتسوية، وأعلن الجيش السوري الانتصار في السيطرة على كل هذه المنطقة، باستثناء مدينة دوما التي اعطيت إنذارا للاستسلام خلال ساعات. لكن الإرهابيين عمدوا الى سياسة المماطلة وحجز المدنيين كدروع البشرية، واستمرت هذه الحال حتى الـ 14 من نيسان / أبريل، حيث تم السيطرة على دوما بشكل كامل.

_ اكتشف الجيش السوري شبكة معقدة من الأنفاق السرية (مدن كاملة)، بما في ذلك مستشفيات وممرات تحت الأرض، تتيح للسيارات بالسير تحت الأرض. وقد صدم العالم إزاء عدد الأنفاق هناك، فضلاً عن طولها ومدى تحصينها بالنسبة لمن بداخلها. وكشف الجيش السوري وثائق تؤكد وجود تعاون سري بين شركة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية والتنظيمات الإرهابية، مع قيام الشركة بتمويل ودفع مبالغ منتظمة لهذه التنظيمات.

_ وصف هذا الإنجاز، من قبل جميع وسائل الإعلام لا سيما الغربية منها، بأنه أحد أهم الانتصارات للرئيس السوري بشار الأسد وللدولة خلال هذه الحرب، وأسوأ نكسة للتنظيمات الإرهابية منذ هزيمتهم في معركة حلب أواخر عام 2016.


الصور


روزنامة المحور