الإثنين 06 شباط , 1984

انتفاضة الـ 6 من شباط

شكّلت انتفاضة الـ 6 من شباط / فبراير من العام 1984، واحدة من أهم نقاط التحول في تاريخ لبنان، إذ مكّنت المقاومة اللبنانية بمختلف فصائلها، وفي مقدمتهم أفواج المقاومة اللبنانية أمل ومن ضمنهم المقاومة الإسلامية، من إسقاط اتفاقية الإستسلام اللبناني للكيان المؤقت المعروفة بـ"اتفاقية 17 أيار"، التي وقعها ممثلو رئيس الجمهورية وقتذاك أمين الجميل، كما أكّدت بأنه لا يمكن لأي فئة لبنانية الاستئثار بقرار الجيش اللبناني لمصالحها الداخلية، وإلا كان عرضةً للانقسام على صعيد قادته وعناصره، ودفعت بالقوات متعددة الجنسيات الى الخروج من لبنان.

وقد سبق الانتفاضة أيضاً، العديد من الاعتداءات ضد المقاومة وأنصارها ومساجدها في الضاحية الجنوبية لبيروت (سُجل اعتقال حوالي 2000 من أبنائها)، التي نفذها جيش الجميّل بدعم من قوات المارينز الأمريكية والمظليين الفرنسية. وبلغ التوتر ذروته في الـ 6 من شباط / فبراير بعد أن دكّ الجيش بالجرافات عددًا من المنازل في الأوزاعي أعقبه قصف عنيف لأحياء الضاحية، ما أسفر عن ارتقاء العديد من الشهداء.

عندها انفجرت الضاحية غـضباً وثارت بوجه الجيش (الذس لُقب حينها بالفتنوي)، وتمكن المنتفضون من السيطرة على عدد من مواقع الجيش وآلياته وأسلحته بعد سلسلة من المواجهات العنيفة، وخلال أقل من 3 أيام كانت الضاحية بالكامل تحت سيطرتهم، وبالتزامن فقد جيش الجميّل السيطرة أيضاً في مناطق الجبل.الأمر الذي دفع الجميل إلى أن يأمر الجيش والميليشيات المسيحية، بالدخول الى أحياء بيروت الغربية، وتطويق مراكز حركة أمل ومن بينها أيضاً منزل رئيسها نبيه بري.ما دفع بالمنتفضين الى رفد المنطقة بالمقاتلين، الذين نجحوا شيئا فشيئا في السيطرة على مواقع الجيش اللبناني بالإضافة الى مبنيي وزارة الإعـلام في الصـنائع، حيث مقرا الإذاعة الرسمية وتلفزيون لبنان في تلة الخياط، واذيع من خلالهما بيان الانتفاضة.

أعطى بيان الانتفاضة مفعوله سريعا على الأرض، فلبت الوحدات العسـكرية التـابعة للواء الـ6  في الجيش اللبناني النداء، وقامت قيادته بسحب الجنـود إلى الثكنات وعدم الانجرار في القـتال الداخـلي ورفض الأوامر الصادرة عن القـيادة العسكرية في وزارة الدفاع باليرزة. ولم تنتهي الانتفاضة الا بعد دخول الجيش السوري. أما اتفاثية الـ 17 من أيار، فقد تم إلغاؤها في جلسة لمجلس النواب اللبناني عقدت في آذار / مارس 1984.


الصور


روزنامة المحور