الأحد 03 تموز , 1988

إسقاط أمريكا لطائرة الركاب الإيرانية 655

هي واحدة من أبشع الجرائم العلنية التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق الشعب الإيراني، خلال حرب صدام حسين على إيران، والتي كعادتها نفذتها تحت ذريعة الدفاع عن النفس، ولم تلق استنكاراً من أي من مدعي الحرص على حقوق الإنسان.

ففي الـ 3 من تموز/ يوليو للعام 1988، انطلقت رحلة إيران للطيران 655 على متن طائرة إيرباص A300، كانت مجدولة من طهران إلى دبي عبر بندر عباس، إلا أن البارجة الصاروخية الأمريكية " يو إس إس فينسين" قامت بإسقاطها بواسطة صاروخين أرض-جو SM-2MR ، بينما كانت تحلق في طريقها المعتاد فوق المياه الإقليمية لإيران في الخليج الفارسي، بعد وقت قصير من مغادرة الرحلة مطار بندر عباس الدولي. وقد ارتقى على إثر ذلك جميع من كانوا على متنها شهداء، وعددهم 290 شخصًا.

زعمت الإدارة الأمريكية حينها، أن طاقم فينسين قد حدد بشكل غير صحيح طائرة إيرباص على أنها طائرة F-14 Tomcat مهاجمة، وهي مقاتلة نفاثة أمريكية الصنع تمتلكها القوات الجوية الإيرانية منذ السبعينيات. ومع أن إيران قد قامت بتزويد هذه الطائرات F-14 بصواريخ جو-جو، إلا أنه تم إطلاع طاقم فينسين على أنها مزودة بصواريخ جو-أرض.

كما كشفت الجمهورية الإسلامية، بأن طاقم البارجة قد أسقطوا الطائرة التي كانت ترسل إشارات IFF في النمط III، وهي إشارة تحدد بأنها طائرة مدنية، وليس النمط II كما تستخدمه الطائرات العسكرية الإيرانية.

وفي الأيام التي أعقبت الحادث مباشرة، اكتفى الرئيس الأمريكي وقتذاك رونالد ريغان بإصدار مذكرة دبلوماسية مكتوبة للحكومة الإيرانية، أعرب فيها عن أسفه العميق. وعندما سُئل ريغان مباشرة عما إذا كان يعتبر البيان اعتذارًا، أجاب "نعم". لكن مع ذلك، أصرت إدارته على اعتبار تصرف طاقم فينسين "دفاعًا عن النفس"، وقامت بتكريم قائدها "ويليام سي روجرز".


الصور


روزنامة المحور