الثلاثاء 09 أيار , 2023

معركة ثأر الأحرار

 

فجر التاسع من شهر أيار / مايو 2023، اغتال كيان الاحتلال بالتزامن 3 أعضاء من المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وهم، أمين سر المجلس جهاد الغنام، قائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني، وعضو المجلس عن الضفة الغربية المحتلّة طارق عز الدين.

بعد 36 ساعة من الصمت الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية، اذ أنها لم تعلّق على جريمة الاغتيال ما أربك حسابات مستويات الاحتلال التي شرعت في تخمين ما تحضره المقاومة ورسم سيناريوهات الرد التي تضمنت تخوفات من تعدد الجبهات، أعلنت سرايا القدس عن معركة "ثأر الأحرار" التي خاضتها أيضًا الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، تصديًا للعدوان، وتوحيدًا لصفوف المقاومة.

خاضت المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها سرايا القدس، هذه المعركة بإدخال تكتيكات جديدة، وإظهار قدرات عسكرية نوعية. كسرت هذه المعركة مبدأ القبة الحديدية في حراسة المستوطنات. فقد أطلقت المقاومة 1469 صاروخًا بأنواع واتجاهات مختلفة، وبكثافة 50 الى 100 صاروخ في الرشقة الواحدة، ما أربك القبة الحديدية. وقد اعترف الاحتلال بتجاوز أكثر من 1000 صاروخ تلك القبة.

وصلت صواريخ المقاومة الى مختلف المناطق المحتلّة: غلاف غزّة (عسقلان، اسدود، سديروت، أشكول...)، والى المناطق البعيدة في الجنوب المحتل (النقب، بئر السبع...)، والى "تل أبيب" حيث سجّلت الضربات النوعية. فصاروخ سرايا القدس من نوع "براق – 85"، سقط في "روحوفوت" محدثًا دمارًا كبيرًا في مبنى مؤلف من 4 طوابق، وأدى الى مقتل وإصابة عدد من المستوطنين. كانت أيضًا مشاهد الدمار والاصابات المحققة في عسقلان المحتلّة، حيث أطلقت سرايا القدس نحوها صواريخ "بدر 3" برأس متفجر يزن 500 كليو غرام.

أمعن الاحتلال في عدوانه على قطاع غزّة، ليغتال في 11 / 5/ 2023، قائد الوحدة الصاروخية علي غالي، ثمّ يعد ساعات نائبه القائد أحمد أبو دقة. وردًا على الجريمتين وسّعت سرايا القدس من دائرة النار، كما كانت قد هدّدت الاحتلال، وأدخلت القدس المحتلّة الى المواجهة، حيث قصفت مستوطناتها، ضمن رسائل قرأتها مستويات الاحتلال. 

استمر العدوان مع اغتيال الاحتلال للقائد الكبير مسؤول ملف العمليات المركزية في سرايا القدس إياد الحسني، الا أنّ سرايا القدس تابعة المعركة بكل ثبات، وكانت بالتزامن مع إعلان استشهاد القائد "أبو أنس"، تنطلق الرشقات الصاروخية نحو المدن المحتلّة. واستهدفت السرايا تجمعًا لجنود الاحتلال، واستخدمت الطائرة المسيرة "جنين" (محلية الصنع) في قصف المواقع العسكرية للاحتلال.

شلّت الحياة في الجبهة الداخلية للاحتلال على مدار 5 أيام، وغيّرت المطارات من مسار الملاحة الجوية. كلّ ذلك الى جانب اعترافات أوساط التحليل العبري، بأنّ العدوان الذي شنّته حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة لم يؤتِ أوكله، فلم يرمم الردع ولم يقضِ على البنية التحتية للجهاد، ولم يفتت جبهة المقاومة في غزّة، ولم يغير المعادلات معها.

تجدر الإشارة، الى أنّ كتائب الشهيد أبو علي مصطفى (الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) قدّمت أيضًا 4 شهداء خلال "ثأر الأحرار"، وهم:

 _ الشهيد محمد يوسف أبو طعيمه

_ الشهيد علاء ماهر أبو طعيمه

_ الشهيد أيمن كرم صيدم

_ الشهيد علم سمير عبد العزيز

كذلك، قدّمت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، الشهيدين: القائد الميداني محمد سليمان خليل دادر، وحسين يوسف عبد الله دلول. فيما نفّذت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكرية للجان المقاومة الشعبية استهدافات مشتركة مع سرايا القدس.

انتهت المعركة بإعلان وقف إطلاق النار رعته الوساطة المصرية. 

روابط مرتبطة بالحدث:

الصمت الاستراتيجي للمقاومة يسحب خيوط اللعبة من نتنياهو

الفصائل الفلسطينية: امتزاج الدّم والصواريخ

هدف العدو الاستفراد بسرايا القدس وتحييد القسّام

أبرز المحطات والمهام العسكرية للقادة الشهداء

ترميمًا لصورته نتنياهو يضع إسرائيل على حافة الحرب!

خبراء إسرائيليون يعترفون بفشل ترميم الردع

منجزات ثأر الأحرار.. المقاومة تخرج وسلاحها بيدها

إياد الحسني: من التأسيس حتى آخر صاروخ في ثأر الأحرار

ثأر الأحرار بإيقاع المقاومة.. إنجازات ومفاجآت

هذه هي الأماكن التي طالتها صواريخ المقاومة في العمق الاسرائيلي

هذه هي الأماكن التي طالتها صواريخ المقاومة في العمق الاسرائيلي

الشهيد علي غالي: قائد الوحدة الصاروخية في سرايا القدس

ما هي القيمة الاستراتيجية لغرفة العمليات المشتركة؟

صواريخ المقاومة: خسائر كبيرة في الجبهة الداخلية

أحمد أبو دقة: عمل في الوحدة الصاروخية والى جانب القادة



روزنامة المحور