السبت 10 أيار , 2008

مجزرة حلبا

في الـ 10 من أيار / مايو للعام 2008، حاصر مسلّحون تابعون لتيار المستقبل مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي في قرية حلبا شمالي لبنان، وسط دعوات تحريضيّة دينيّة ومذهبيّة في عددٍ من قرى تلك المنطقة تحضّ على قتل أعضاء هذا الحزب.

قام مسلّحو تيار المستقبل بتنفيذ هجمات بالأسلحة الرّشاشة والقذائف الصّاروخيّة، فما كان من القوميين هناك الا أن صدّوا المحاولات المتكرّرة لاقتحام مقرهم حتى ساعات بعد الظّهر، وسط غيابٍ كامل للجيش وللأجهزة الأمنيّة.

وقد حاولت بعض فعاليّات المنطقة الدينيّة والاجتماعيّة، الدخول على خطّ الوساطة والتّهدئة حقناً للدّماء، إلّا أنّها جهودهم قوبلت بالرّفض من قبل قيادات تيار المستقبل السّياسيّة، وسط إصرارٍ على اقتحام مكتب الحزب بالقوّة.

صمد القوميون في مقر حلبا لأكثر من 10 ساعات رغم جراحهم، قبل أن تنجح إحدى الوساطات بالوصول إلى اتفاق يقتضي إدخال الجيش اللّبنانيّ على خطّ الحلّ، ليمنع الاحتكاك المباشر ما بين الطرفين.

لكنّ إرهابيّين بقيادة النّائب السّابق خالد الضّاهر غدروا بقوّة الجيش والقوميّين، واقتحموا مكتب الحزب القومي، وقتلوا أعضاءه رمياً بالرّصاص، ثمّ عمدوا إلى التّنكيل بجثثهم وتصوير هذه المجزرة الدمويّة والتّباهي بها. كما قامت فرق أحد مقرات الصّليب الأحمر المتواجد قرب المركز بنقل عددٍ من الجرحى، إلّا أن الإرهابيّين لاحقوهم وقتلوهم داخل المستشفيات بوحشيّة لم يسبق لها مثيل في لبنان.
وقد ارتقى في هذه المجزرة 11 شهيداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي هم: أحمد نعوس، مخايل سليمان، فادي الشيخ، نصر حموضة، محمد غانم، محمد درويش، محمود الترك، أحمد خالد، خالد إبراهيم، خالد الأحمد وظافر حموضة. فيما نجا عمار موسى بأعجوبة، بعدما تأكد المهاجمون من وفاته وسلّموا جثته مع جثة رفيقه الشهيد خالد دياب الخالد إلى الجيش اللبناني. وحتى يومنا هذا، لم يتم توقيف مرتكبي هذه الجريمة ولا محاكمتهم.



روزنامة المحور