الأحد 25 تشرين ثاني , 1979

ثورة محرم في السعودية

انتفاضة محرم التي بدأت أواخر شهر تشرين الثاني / نوفمبر للعام 1979الموافق للعام 1400 هجري، هي الثورة الشعبية التي حصلت في القطيف والأحساء بالسعودية، بعدما منعت السلطات السعودية أهالي هذه المناطق من الشيعة، من إحياء ذكرى عاشوراء، وأسفرت هذه الأحداث عن ارتقاء 20-24 شهيد.

التسلسل الزمني لثورة محرم

_في آب / أغسطس من العام 1979، أعلن قادة الطائفة الشيعية في القطيف بأنهم سيحيون ذكرى عاشوراء علناً ذاك العام (قبل أشهر من المناسبة)، احتجاجاً على ما يتعرضون له من تمييز وانتقاص في الحقوق، وسوء تقديم الخدمات العامة من قبل السلطة.

_بالرغم من تهديدات السلطة السعودية بتفريق الاحتجاجات، شارك 4 آلاف شيعي في الـ 25 من تشرين الثاني / نوفمبر (الموافق للـ 6 من محرم)، في إحياء الذكرى في شوارع منطقة صفوى.

_ في الـ 28 من تشرين الثاني / نوفمبر، امتدت الاحتجاجات إلى أجزاء أخرى من منطقة القطيف، وفي مساء ذاك اليوم، نزل الآلاف إلى شوارع سيهات بالقرب من الدمام. وردّد المتظاهرون شعارات مُناهضة للسلطات السعودية يطالبون فيها بتنحي الملك.

وقاد المواجهة العنيفة مع قوات الأمن حينها شخص يُدعى حسين منصور القلاف (عمره 19 عاماً)، كان قد تخرج حديثاً من مركز التدريب الصناعي في شركة أرامكو.

في البداية، سيطر الحرس الوطني على الحشد من خلال استخدام الهراوات والعصي الكهربائية، ما ادّى الى إثارة غضب المتظاهرين الذين ردّوا على ذلك برشق القُوات الأمنية بالحجارة واستخدموا القضبان والعصي الخشبية كأسلحة.

عندها فتح عناصر الحرس الوطني النار على المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة القلاف، الذي تم نقله إلى مُستشفى منظمة الخدمات الطبية في شركة أرامكو، لكن إدارة المُنشأة رفضت تقديم العلاج له، بذريعة أنه ليس لديها إذن مسبق من الحكومة بعلاجه. ما اضطر زملاؤه الى نُقله بعد ذلك إلى مستشفى القطيف، الذي يبعد أكثر من نصف ساعة، الأمر الذي أدّى الى استشهاد القلاف بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى المستشفى.

ولم تكتفي السلطات الأمنية من جريمة قتل القلّاف، بحيث عمدت الى الاستيلاء على جثمانه، وأبلغت الأسرة بأنها لن تفرج عنه إلا إذا أصدرت الأسرة بيانًا تلقي باللوم في وفاة ابنها على المتظاهرين.

وبعد أسبوع، أفرجت الحكومة عن الجثمان، بالرغم من عدم تنفيذ الأسرة للشرط السابق، لكن قوات الأمن اشترطت بالمقابل عدم إقامة موكب تشييع ودفن الجثمان سرا، وهو ما امتثلت له الأسرة.

_ بالتزامن مع ما حصل مع الشهيد القلّاف، كان هناك العديد من المناوشات التي حصلت في منطقة القطيف، والتي أسفرت عن ارتقاء المزيد من الشهداء، في مقدمتهم 10 متظاهرين أطلقت عليهم قوات الأمن النار عندما حاولوا عبور الجسر من جزيرة تاروت إلى القطيف. كما وردت تقارير عن عمليات قتل عشوائية ناجمة عن قصف مروحيات للمتظاهرين والأحياء المحيطة. وقدّر عدد المشاركين في المظاهرات بحوالي 70 ألف مشارك من الشباب والشيوخ والنساء، فيما قدّر عناصر الأمن المشاركين في قمع الانتفاضة بحوالي 20 ألف عنصر.

_ بدأت تخف وتيرة الاحتجاجات إلى حد كبير بعد 3 كانون الأول / ديسمبر، عندما نظمت مسيرات كبيرة في الدمام والخبر. وانتهت الثورة باستشهاد 24 شخص، واعتقال الآلاف وجرح المئات.

أما السلطات السعودية فقد أقرت بسوء الأوضاع في القطيف، وقررت استرضاء المُحتجين ببعض المشاريع الإنمائية في المنطقة، بدلاً من التأسيس لتغيير هيكلي حقيقي في مواقفها تجاه المواطنين الشيعة في المملكة.

مقالات مرتبطة

_ ثورة على الحدود السعودية: التمدين، التهميش، وانتفاضة الشيعة عام 1979

_ يوميات انتفاضة المحرم 1400.. ملحمة الثورة على الطغيان السعودي


الصور


روزنامة المحور