الأحد 06 آب , 2006

عملية كفرجلعادي

في الـ 6 من آب / أغسطس من العام 2006 (اليوم الـ 25 من الحرب الإسرائيلية على لبنان)، وقرابة الساعة 12:00 ظهرًا، استهدفت المقاومة الإسلامية برشقات كثيفة من صواريخ الكاتيوشا، مركزاً لانطلاق الجنود الإسرائيليين في كيبوتس كفر جلعادي (تابعين للواء المظليين الشعبة 226 كانوا يتحضرون للدخول إلى جنوب لبنان)، ما أدى الى مقتل 12 إسرائيلي وسقوط 18 جريح، جراء إصابة مركزهم بشكل مباشر بالقرب من المقبرة فيها (يقع هذا الكيبوتس بالقرب من الحدود الفلسطينية مع لبنان بين مستوطنتي المطلة وكريات شمونة، اي مقابل قريتي عديسة وكفركلا اللبنانيتين).

وقد وصف أحد مسؤولي نجمة داود الحمراء هذه الحادثة بالخطيرة للغاية، مضيفاً بأنه وصلت عدة فرق طبية إلى المكان، بما في ذلك سيارات العناية المركزة، وجرى نقل الإصابات الى مراكز طبية شمال فلسطين المحتلة، بما فيها مستشفى ريفكا زيف في صفد، بالإضافة إلى مراكز أخرى في القطاع الشمالي والجليل السفلي، كما تم إجلاء بعض الجرحى في مروحيات "بلاك هوك" من قبل فرق وحدة الإنقاذ 669 الى مستشفى رمبام في حيفا.

وأخبر أحد أعضاء فريق الإنقاذ، الذي وصل إلى مكان الحادث بعد دقائق من الاصطدام، صحيفة معاريف بما رآه قائلاً "لاحظنا وجود أشخاص في كل مكان. وعندما بدأنا في علاج الجرحى كانت ملابسنا مليئة بالدماء"، مضيفاً "في مكان الحادث كانت هناك مشاهد صعبة للغاية تذكرنا بالهجوم. كان الناس يصرخون ويبكون في كل زاوية، وكان بعض الضحايا فاقدين للوعي والبعض الآخر هامدة. سحبنا الضحايا من المكان لأننا كنا خائفين من المزيد من الإصابات. كان الأمر مخيفًا وصعباً".

تأثيرات العملية

هذه العملية أظهرت قوة المقاومة ومدى قدراتها الإستخباراتية والنارية القوية والدقيقة. كما أظهرت من جانب آخر مدى هشاشة الكيان المؤقت على مستويات عدة، ولا سيما على مستوى هشاشة النسيج الاجتماعي للمستوطنين. بحيث ذكرت مصادر الاحتلال أن أهالي الجنود القتلى حمّلوا مسؤولية مقتل أبنائهم لمستوطني كفار جلعادي، الذين رفضوا السماح للجنود بالدخول إلى الكيبوتس بذريعة أنهم سوف يلحقون الضرر بممتلكاته. لكن مستوطني الكيبوتس رفضوا تحمل المسؤولية، بينما أرسلت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال يومها خطابًا الى رئيس الكيبوتس تحمّله فيها المسؤولية عن الحادث بشكل كامل. واتضح فيما بعد من خلال وثيقة كشفها الإعلام الإسرائيلي، بأن جيش الاحتلال نفسه هو الذي منع المستوطنات من استقبال أي جندي تابع له، قبل التحقق من خلال غرفة عمليات المنطقة الشمالية (تخوف الكيان حينها من عمليات تسلّل للمقاومين).

من جهة أخرى شيّد قوات الاحتلال نصباً صخرياً تذكارياً في المكان، لتخليد ذكرى جنوده الذين قضوا في هذه الحادثة التي حفرت بعمق في الوعي الإسرائيلي.

مقالات مرتبطة:

_ السيد نصر الله عن حرب تموز 2006: أفشلت المشروع الأمريكي للمنطقة وأسست ميزان الردع.

_ السيد نصر الله يعلن معادلة ردع جديدة: استفراد إسرائيل قد يشعل الحرب الكبرى.



روزنامة المحور