الأربعاء 19 كانون الاول , 2018

قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا

في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حكومته وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إدارته بل وفي الكثير من دول العالم، حينما اتخذ قراره للمرة الثانية، بانسحاب القوات الأمريكية في سوريا. واتخذ ترامب هذا القرار بعد اجتماع صغير حضره كبار مساعدي البيت الأبيض ووزيري الدفاع والخارجية فقط، والذين اختلفوا بشدة معه، بينما كان هو مصرّ على تنفيذ وعده خلال حملته الانتخابية بإنهاء التدخل العسكري الأمريكي في سوريا (التي وصفها لاحقاً بأرض الرمل والموت لا الثروات الكبيرة، ما يكشف أحد الأهداف الرئيسية للوجود الأمريكي هناك، فيما يتصدر قائمة الأهداف حماية إسرائيل بوجه محور المقاومة).

وبعد يوم واحد من القرار، تقدم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس باستقالته من منصبه، اعتراضاً على ذلك. وبعد أسبوعين قال مسؤولون في واشنطن إن ترامب تراجع عن قراره، مقرراً تمديد خطة الانسحاب.

خشية الدولة العميقة الأمريكية والرعب الإسرائيلي

قرار ترامب هذا، قوبل برفض كبير وساخط ممن توصف بـ "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يمثل مجمع الصناعات العسكرية أبرز ركائزها.

أمّا الكيان المؤقت، فقد أصابه الرعب من هذا القرار، لما يمثله الوجود الأمريكي في سوريا من عامل ردع أمام محور المقاومة على حد زعمهم (أي الإسرائيليين)، من اتخاذ أي هجوم مفاجئ واستراتيجي انطلاقاً من سوريا باتجاه فلسطين المحتلة.

أما الرد السوري الرسمي فكان بأن اعتبر هذا القرار الأمريكي مجرد تصريح، حتى يبدأ انسحاب القوات الامريكية من الأماكن التي تتواجد فيها في سوريا، وهو الذي لم يحصل.

روزنامة المحور