انطلاق المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي

في الـ 21 من آذار / مارس من العام 2003، أذهل الشعب العراقي الكثيرين حول العالم، من خلال انطلاق المقاومة في وقت قياسي (يومان فقط)، ضد الاحتلال الأمريكي ومن خلفها قوات التحالف الغربي لاحتلال العراق، بحيث كان الكثيرين يظنون بأنه سيمضي وقت طويل سيمضي قبل أن ينطلق العراقيون ليردوا قوات الاحتلال عن بلادهم. وهذا ما فاجأ حتى أكثر الناس تفاؤلاً بمسارات الحرب في العراق، بحيث لم يكن يتوقّـع أن تنطلق عمليات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال بتلك السرعة التي انطلقت بها.
وقد بدأت المقاومة عملياتها بشكل فردي في الأيام الأولى، وظلَّـت تتراوح ما بين مواجهات متفرقة هنا وهناك لبضعة أسابيع، تخللتها ردود فعل عنيفة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، إلى أن بدأت أحداث مدينة الفلوجة مطلع شهر أيار / مايو 2003، حين قام سكان المدينة بتسيير مسيرات الاحتجاج ضد المحتلين، مطالبين إياهم بالخروج بسبب ممارساتهم المتناقضة مع أخلاقيات المدينة المحافظة. لكن قوات الاحتلال وبعكس كل ما كان تدّعيه من احترام للديمقراطية ولحقوق الإنسان، قامت بمواجهة هذه المسيرة بإطلاق الرصاص مباشرة عليها، فارتقى من المتظاهرين 13 شهيداً وبضع عشرات من الجرحى. وفي اليوم التالي، استيقظ سكان الفلوجة ومعهم الكثير حول العالم، على مشهد قافلة أمريكية وهي تحترق بفعل ضربات المقاومين.

ولاحقاً بدأت تتشكل فصائل وقوى مختلفة من المقاومة من معظم الانتماءات الطائفية، وتصدت هذه المجموعات لتنفيذ عمليات نوعية ضد الأمريكيين، ومن أبرز هذه القوى والفصائل: كتائب حزب الله، جيش المهدي، عصائب أهل الحق، الحركة الإسلامية، كتائب الفاروق. وقد نفذت عملياتها في مختلف المناطق، من البصرة الى النجف وكربلاء مروراً بالعاصمة بغداد وصولاً الى الفلوجة ومحافظة الأنبار والموصل، وبوتيرة يومية تقريبا.