السبت 24 نيسان , 1920

مؤتمر وادي الحجير

في الـ 24 من نيسان / أبريل للعام 1920، انعقد مؤتمر وادي الحجير في جنوب لبنان، الذي دعا إليه السيد عبد الحسين شرف الدين وحضره ثوار ووجهاء جبل عامل من العلماء والنخب السياسية والفكرية والاجتماعية مثل السيّد عبد الحسين نور الدين. وقد اختير هذا الوادي نظراً لتوسّطه البلاد العاملية، ولأنّ الثوّار كانوا يسيطرون عليه، زيادة على أنّه كان صعب المنال على الجيش الفرنسي.

وكان الهدف من انعقاد هذا المؤتمر، إطلاق المقاومة ضد الاستعمار وضد تقسيم الوطن العربي، ودعما للحكم العربي الوطني. وكان من بين الحضور في المؤتمر، المناضلان أدهم خنجر الصعبي وصادق حمزة الفاعور، اللذان كانا مقاومان وليس قطاع طرق كما وصفهم بذلك المؤرخون التابعون للاستعمار والاحتلال.

وقد ألقى السيد شرف الدين خطبة في المؤتمر، شكّلت برنامجاً للمقاومة وضوابطها، حيث خاطب الحاضرين قائلاً: "إخواني وأبنائي، إن هذا المؤتمر يرفض الحماية والوصاية، ويأبى إلا الاستقلال التام الناجز...فاركبوا كل صعب وذلول صادقي العزائم، متساهمي الوفاء". داعياً إلى الوحدة الوطنية واحترام الطوائف (جاء في مقررات المؤتمر: لزوم الطاعة والابتعاد عن الشرور، والمحافظة على أموال وأملاك المواطنين المسيحيين وأرواحهم، ودفع الأذى عنهم وإنذار المعتدين والمخالفين شـرّ الجـزاء).

ثم خرج المشاركون في هذا المؤتمر، وأعلنوا الثورة على الاستعمار والانتداب، رافضين جميع أشكالهما، وداعين الى الوحدة مع اخوانهم العرب. فكتب أحد المؤرخين "فاضطربت البلاد العامليّة، وكُبّلت يد فرنسا، ولم تكن سلطتها تمتدّ متراً واحداً وراء المدن الساحليّة، والبلاد مضطربة ثائرة لا تقرّ معاملة، ولا ترجع إلى الدّوائر الرّسمية في أمر من أمورها". فكانت من اهم المعارك، معركة مصيلح بقيادة أدهم خنجر ومعركة وادي الحريق بقيادة صادق حمزة. وهاجم الفرنسيون منزل السيد شرف الدين في صور، فقاموا بإحراق منزله، وهو ما دفعه الى مغادرة البلاد الى فلسطين ومن ثم مصر.



روزنامة المحور