الأحد 14 نيسان , 2024

عملية الوعد الصادق الإيرانية

في فجر الـ 14 من نيسان / أبريل من العام 2024، ورداً على اغتيال 40 مستشاراً إيرانياً في سوريا منذ العام 2013 وحتى العام 2024 وآخرها اغتيال اللواء محمد رضا زاهدي وفريقه القيادي، ودفاعاً عن حرمة أراضي الجمهورية الإسلامية بعد استهداف إسرائيل لقنصليتها في العاصمة السورية دمشق في 1-4-2024 ونصرة لشعب ومقاومة غزة. نفذت القوة الجوفضائية في حرس الثورة الاسلامية عملية هجومية كبيرة ومعقدة ضد عدة اهداف للكيان المؤقت في فلسطين المحتلة بالصواريخ (البالستية والمجنحة والسابحة) والطائرات دون طيار بعدد تجاوز الـ 300. وجرت العملية بالتزامن مع قيام القوات المسلحة الإيرانية بالعديد من الاجراءات الفنية والعسكرية الضخمة، مما حقق جميع الأهداف المقررة للعملية.

وبحسب معلومات المصادر المطلعة، فقد قامت وسائط تشويش الكترونية بإعماء عدد كبير من الرادارات الموجودة في الكيان، بما فيها الرادار الأمريكي الضخم ذو نوع X-BAND والمنصوب على بعد أقل من 30 كيلومتراً من أحد الأهداف الرئيسية للعملية. كما قامت وسائط حرب الكترونية أخرى بالتأثير والتشويش على اتصالات قيادية وعلى رادارات القواعد العسكرية الامريكية في الكويت والعراق والامارات والأردن وحققت نسبة تأثير تخطت الـ 50 %. وترافق ذلك مع تنفيذ 3 هجمات سيبرانية، اثنتان مدنيتان وواحدة عسكرية، استطاعت التأثير على أداء بعض منظومات الدفاع الجوي كالقبة الحديدية ومقلاع داوود، وشوشت على الاتصالات وعلى المطارات ومحطات النقل السككية والطرقية، كما عطلت واسقطت شبكات مواقع حكومية صهيونية حساسة وتمت السيطرة لمدة تتراوح بين 45 و90 دقيقة على كل ما يرتبط بأجهزة الطوارئ والشرطة والاجهزة المدنية في الجبهة الداخلية.

أما بالنسبة لعملية الإطلاق، فجرى إطلاق الدفعة الأولى من أصل 200 مسيّرة شاهد وأبابيل الانقضاضية، بتتابع وتزامن دقيق لم يتعدى الـ 15 ثانية. ثم بعد مرور 50 دقيقة، أُطلقت دفعة من صواريخ كروز قارب عددها الـ 100 صاروخ، ثم أطلق بعد ساعة ونصف دفعة من الصواريخ الباليستية تعدت الـ 50 صاروخاً. وهدفت طريقة الإطلاق هذه الى أن تصل هذه الصواريخ والمسيرات بشكل متزامن في توقيت واحد لا يتعدى تأخره 15 ثانية.

وفعلاً، عند الساعة 2:00 فجراً، وصل ما نسبته 80% من الوسائط الصاروخية والجوية الايرانية المطلقة من مسافة لا تقلّ عن 1100 كيلومتر (بعضها تم إطلاقه من مدينة أصفهان أي من مسافة تبعد عن فلسطين حوالي 1500 كم). وقد استطاعت هذه الوسائط الإيرانية التملص من انظمة الاعتراض الصاروخي والجوي وأنظمة التشويش الامريكية وشريكاتها الفرنسية والاردنية والسعودية والمصرية والاماراتية، وتمكنت من تحقيق الأهداف الكاملة للضربة الصاروخية حيث أصيبت 3 قواعد للوحدة 9900 بما فيها قاعدة ملحقة للوحدة 8200 تتولى التجسس على الميدان السوري والعراقي. كما أصيبت 3 قواعد جوية رئيسية هي: نيفاتيم ورامون والنقب بأضرار بالغة وأصيبت قاعدتي بيلماخيم وحتساريم والقاعدة البحرية في إيلات وهدفين غير محددين في تل أبيب وحيفا بما مجموعه 140 إلى 150 صاروخ ومسيرة، على الرغم من تصدي جيش الاحتلال بآلاف الصواريخ الاعتراضية من منظومات (القبة الحديدية – مقلاع داوود – آرو 2و3) إلا أن 50 بالمئة من الصواريخ والمسيرات المتبقية من الـ 280 أصابت أهدافها، خاصة قاعدة نيفاتيم الجوية التي دمرت بشكل كبير بـ 15 صاروخاً باليستياً من طراز "خيبر شكن".



روزنامة المحور