الثلاثاء 09 نيسان , 1985

عملية الاستشهادية سناء محيدلي

في صباح الـ 9 من نيسان / أبريل للعام 1985، اقتحمت الاستشهادية سناء محيدلي "عروس الجنوب"، وهي في الـ 17 من عمرها، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر–جزين، بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون مفخخة بأكثر من 200 كلغ من التي إن تي T.N.T. ثمّ قامت بتفجير نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.

وقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء هذه العملية الاستشهادية، كما اعترفت إسرائيل بالعملية وتناولت وسائل إعلامها الخبر محذرةً جنودها من حصول عمليات أخرى. وزعم الناطق العسكري في القيادة الشمالية بجيش الاحتلال بأن ضابطين فقط من الجيش قد صُرعا وأن جنديين آخرين أًصيبا بجروح من جرّاء العملية. كاشفاً بأن السيارة المفخخة وصلت من بيروت، وانفجرت عندما اقترب جنود الاحتلال في الحاجز لتفتيشها.

وفي مساء يوم العملية، أطلت الاستشهادية محيدلي عبر فيديو مسجّل من خلال شاشة تلفزيون لبنان القناة7 لتعلن وصيتها بنفسها والتي قالت في جزء منها: "أحبائي إن الحياة وقفة عز فقط. أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل... أغني... أرقص... أحقق كل آمالي.. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها... أرجوكم أقبّل أياديكم فرداً فرداً لا تبكوني... لا تحزنوا عليّ. بل افرحوا اضحكوا...  أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيها من دمي وحبي لها... لا تغضبوا عليّ لأني خرجت من البيت دون إعلامكم... أنا لم أذهب لكي أتزوج ولا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة... وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب".

واحتفظ الكيان المؤقت برفات جثمانها حتى تموز / يوليو من العام 2008، حين تمت إعادتهم خلال عملية "الرضوان" لتبادل الأسرى. فاستلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي -الذي تنتمي له عروس الجنوب - رفاتها في 21 تموز / يوليو 2008، وسلمتها لذويها لتُدْفَن في مسقط رأسها بلدة عنقون الجنوبية.


الصور


روزنامة المحور