الأربعاء 03 أيار , 1989

عملية أسر كتائب القسام للجندي الإسرائيلي "إيلان سعدون"

في الـ 3 من أيار / مايو للعام 1989، وبينما لم يكد الكيان المؤقت يستفيق من عملية أسر الرقيب "آفي سابورتس" التي حصلت عام 1988، حتى تمكنت كتائب القسام (الوحدة 101 برئاسة الشهيد محمود المبحوح، والتي كانت مهمتها اختطاف جنود إسرائيليين)، من أسر الجندي "إيلان سعدون" برتبة عريف الذي كان بكامل عتاده العسكري، وهو ما أحبط معنويات جنود الاحتلال وأربك الحكومة الإسرائيلية في ذلك الحين.

وفي تفاصيل العملية، فإنه صُودف ذلك اليوم حصول سعدون على إجازة من خدمته العسكرية في موقع اللطرون. وخلال ذهابه الى بيته، في الساعة 19:30 توقفت سيارة سوبارو بيضاء تحمل لوحات ترخيص إسرائيلية عند محطة التوصيل يجلس فيها مقاومان متنكران بزي رجال يهود متطرفين، واستطاعوا استدراجه للانضمام إليهما في رحلة باتجاه عسقلان.

كانت خطة المقاومة تقتضي نقل سعدون إلى مخيم جباليا للاجئين في غزة، لكنهم بعد رؤية دورية لجيش الإحتلال في طريقهم، غيروا اتجاههم نحو بلماخيم. وقد حصل صراع ما بين المقاومين وسعدون أثناء الرحلة، عندها اضطروا لإطلاق النار عليه في رأسه، ثم قاموا بعدها بدفن جثته في موقع خردة بالماخيم.

وبعد مرور شهر على عملية الأسر، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بحملة اعتقالات واسعة النطاق في قطاع غزة، من أجل معرفة مصير سعدون، لكن المحاولة الإسرائيلية باءت بالفشل. وكان مؤسس وقائد حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، من بين الأسرى الذين تم اعتقالهم وعددهم 650 (تم محاكمة الشيخ ياسين بقضايا تتعلق بأسر وقتل ساسبورتاس وسعدون، وحُكم عليه بالسجن المؤبد والسجن لمدة 15 سنة إضافية.

خلال السنوات التالية، كلما تم الكشف عن معلومات أو تكهنات جديدة، كان يتم إجراء عمليات بحث مستهدفة بهدف العثور على جثة سعدون. وعلى مر السنين، أجرى أفراد عائلته عمليات بحث مستقلة عن جثته، حتى أن بعض أفرادها قاموا بزيارة الشيخ ياسين في أحد السجون الإسرائيلية، في محاولة للحصول على معلومات جديدة.

ولم يتمكن الإسرائيليون من العثور على جثة إيلان سعدون إلا بعد مرور حوالي 7 أعوام على العملية، على إثر تطبيق اتفاق أوسلو. وأقيمت جنازته في 12 آب / أغسطس 1996. ودفن في المقبرة العسكرية في عسقلان.



روزنامة المحور