الثلاثاء 08 أيار , 1945

مجازر 8 ماي 1945

في الـ 8 من أيار / مايو للعام 1945، ارتكبت قوات الاحتلال الفرنسي واحدةً من أبشع جرائمها، من خلال قتلها حوالي 45 ألف جزائري (معروفة في الجزائر بـ مجازر 8 ماي 1945)، وكانت "جريمتهم" الوحيدة المشاركة في مسيرات المطالبة باستقلال البلاد عن فرنسا.

ففي ذلك اليوم بدأت فرنسا هذه المجازر التي شملت أجزاء من الجزائر ومن أهمها سطيف وقالمة وخراطة. وفي ذلك اليوم، الذي أعلن فيه الحلفاء انتصارهم في الحرب العالمية الثانية، استغل الجزائريون الفرصة، للمطالبة باستقلال البلاد عن فرنسا، بعد أن وعدهم الحلفاء بأنهم بحال مشاركتهم معهم في الحرب العالمية الثانية، سيحررون بلادهم. وكان الجنود الجزائريون في الصف الأول في الحرب كمجموعة دروع بشرية للجنود الفرنسيين.

عندها تدخلت الشرطة الفرنسية، وقامت بقتل الشهيد بوزيد سعال (كان عمره حينها 22 عاماً واستشهد وقُتل بالرصاص على الفرنسيين فقط لأنه لوح بالعلم الجزائري خلال مظاهرة للاحتفال بهزيمة ألمانيا النازية)، وتحولت المظاهرات إلى عصيان مدني.

عندها قررت سلطة الاحتلال الفرنسي تطبيق القانون العُرفي وشرعت الشرطة والقوات العسكرية الفرنسية في قمعها ما أدّى لاستشهاد آلاف الأشخاص (بعض التقديرات تقول بأن عدد الشهداء تخطى الـ 70 ألف). وذلك عبر اتباعهم أسلوب القمع والقتل الجماعي، واستخدام القوات البرية والجوية والبحرية، وتدمير القرى والأحياء والنواحي بأكملها.

وقد استمرت هذه المجازر 7 أسابيع حيث انتهت في الـ 26 من حزيران / يونيو 1945، مع الإشارة على أن رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية وقتذاك كان الجنرال "شارل ديغول".

وكانت هذه المجازر محطة حاسمة في مسار تحول نضال الحركة الوطنية الجزائرية من التظاهر السلمي إلى الثورة المسلحة، التي اندلعت في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 1954 وانتصرت في 19 آذار / مارس من العام 1962، بعد أن ارتقى خلالها أكثر من 1.5 مليون شهيد جزائري.

يوم الذاكرة الوطنية

وتخليداً لهؤلاء الشهداء الجزائريين الذين قضوا بالمجازر الفرنسية، تم اقرار هذا اليوم كيوم وطني للذاكرة عام 2020، من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة الذكرى الـ 75 للمجازر.



روزنامة المحور