الإثنين 23 آب , 2021 08:33

طالبان و"بانجشير": لمن السيطرة هذه المرة؟

وادي بانجشير

إذاً كما كان متوقعاً، أرسلت حركة طالبان، المئات من جنودها وآلياتها العسكرية نحو ولاية "بانجشير"، وذلك بعد رفضت القوات المحلية المتمركزة فيها، تسليم السلطة للحركة في الولاية الوحيدة التي لم تسيطر عليها بعد. مع الإشارة إلى أن طالبان قد أعلنت أنها تحاول حل الأمر سلمياً من خلال المفاوضات، كما صرح بذلك المتحدث باسمها "ذبيح الله مجاهد". وفي وقت سابق، كانت الحركة قد أمهلت "أحمد مسعود"، 4 ساعات لتسليم الولاية، التي يتحصن فيها مسعود ونائب الرئيس الفار "آمر الله صالح". وكان مسعود قد أكد في تصريحات سابقة له، بأن الوادي لن يتم تسليمه لطالبان، وفي حال محاولتها السيطرة عليه، فإنه جاهز للمقاومة.

فمن هو أحمد مسعود؟

_ هو نجل القائد الأفغاني العسكري "أحمد شاه مسعود"، ذو الأصول الطاجيكية، الذي لقب فيما مضى خلال مقاومته للسوفيت بأسد "بانجشير".

_ أتم دراساته العليا في لندن، حيث حصل على بكالوريوس علوم الحرب من King's College London، والماجيستير في السياسة الدولية من جامعة لندن.

_ أيد فكرة والده بجعل أفغانستان بلداً ذو نظام كونفدرالي يشبه النموذج سويسري، يعتمد اللامركزية في الحكومة، فلا تتركز السلطة في العاصمة كابول.

_اعترض على مفاوضات عملية السلام الأفغانية في العام 2019، معتبراً أنها لا تمثل مصالح جميع الأفغان.

_ وفي نفس العام، أسس ما يسمى بجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، معلناً أنه خليفة والده من ضريحه في الوادي.

_ بعد بدء الانسحاب العسكري للولايات المتحدة، واستسلام معظم البلاد لطالبان مؤخراً، التقى "أمر الله صالح" معلنين رفضهما لحكم طالبان، ومناشدين الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقواتهما.

وادي "بانجشير"

يقع هذا الوادي في شمال شرق أفغانستان، ويبعد 150 كيلومترًا شمال كابول، بالقرب من سلسلة جبال هندو كوش، التي يمر بها نهر بانجشير. ويعد الوادي موطنًا لأكثر من 100 ألف شخص أغلبهم من قومية الطاجيك، ليشكل بذلك أكبر تجمع لهم في البلاد.

خلال الحرب السوفيتية الأفغانية من العام 1980 إلى 1985، نجح "أحمد شاه مسعود"، في الدفاع عن الوادي من سيطرة الجيش السوفيتي عليه. وخلال الحرب الأهلية التي اندلعت في الأعوام 1996-2001، بين طالبان والتحالف الشمالي، تكرر صمود هذه المنطقة بحيث لم تستطع طالبان السيطرة عليه طيلة عهدها.

فهل ستستطيع طالبان السيطرة على الوادي الذي كان عصياً عليها سابقاً؟ أم ستتكرر تجربتها السابقة، وبذلك يسجل للوادي صموده التاريخي الثالث؟؟


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور