تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تطوير قدراتها العسكرية بهدف التصدي لكل اشكال اعتداءات جيش الاحتلال البرية والبحرية والجوية التي أدت الى انتصار استراتيجي للمقاومة في معركة "سيف القدس" في أيار الماضي، ومنذ هذا التاريخ المفصلي لناحية القدرات الجديدة التي دخلت الخدمة الميدانية، تستمر الفصائل في إطلاق بعض الصناعات العسكرية في مناورات تجريبية، والتي كانت إحداها مطلع الأسبوع الجاري، حيث أطلقت كتائب القسام عدداً من الصواريخ لتجريبها بالإضافة الى طائرات مسيرة.
القلق الإسرائيلي من التطور النوعي للمقاومة
وعلى الرغم من ادعاء الاحتلال إسقاط واحدة منها الا ان القلق والارتباك من هذا التطور المهم في الصناعات العسكرية المحلية كان واضحاً في طيات تصريحاته، فتشير أوساط التحليل العسكري "أن تحليق طائرة مسيرة تابعة لحركة حماس هو أمر لم يحدث منذ نهاية المواجهة الأخيرة، ويُظهر ما يحدث وراء الكواليس.. حماس تتدرب وتراكم من قوته...إنهم يعرفون كيف يسيرون الحوامات والطائرات بدون طيار وما شابه ذلك".
وكذلك تعترف التحليلات الإسرائيلية، منذ عام 2014 مع إعلان المقاومة عن أول طائرة مسيرة محلية الصنع، ان المقاومة نجحت بتطوير منظومة متقدمة لإنتاج هذه الطائرات المسيرة، و"ان السنوات الأخيرة شهدت اندفاعة من حماس للارتقاء بهذه الصناعة العسكرية المتقدمة".
وانشغلت أوساط جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية بالتحقيق في كيفية وصول الطائرة وبهذا الحجم إلى شواطئ "اسدود" وعدم اكتشافها إلا بعد فترة زمنية طويلة، وان "تسلل هذه الطائرة تطور نوعي".
وما يثير حيرة وتخبط جيش الاحتلال الوسائل والطرق الغامضة في إعداد وإطلاق الصواريخ والتحكم بها عن بعد، بحيث ان مثل هذه الطائرات تحتاج الى شحن للمنصات الاطلاق مجددا، وان المقاومة أكدت على قدرة القيام بتجهيز هذه الطائرات لوجستياً بشكل سري دون ان تتمكن طائرات الاحتلال من كشفهم أو قصفهم. وقد اعترف رئيس قسم الأبحاث الفضائية في كيان الإسرائيلي، تال عنبر، بعد فحصه الطائرة بدون طيار: "يجب عدم الاستهتار بقدرات حماس التكنولوجية ".
الأهمية النوعية للطائرات المسيرة
تؤكد الأوساط العسكرية الفلسطينية ان الطائرات المسيرة ستكون بمثابة ضابط ملاحظة لرمايات المقاومة بالمواجهات القادمة، كما أنها تمتاز بدقة التصوير والتصويب، وهي قادرة على المساعدة في ميدان المعركة.
كما ان الطائرات المسيرة قادرة ومجهزة تكنولوجياً لإعطاء معلومات فورية ودقيقة ومحدثة عن التحركات العسكرية، وبالتالي ستنعكس على سرعة عمل المقاومة الميداني في حال اندلاع مواجهة جديدة.
ومن مقاطع الفيديو التي عرضتها المقاومة الفلسطينية يتضح أن هناك اختلافاً واضحاً بين الطائرتين إذ كانت تطلق طائرات الأبابيل من الأرض باستخدام جهاز التحكم، فيما تطلق طائرات شهاب من منصات مخصصة لها بالإضافة للتحكم فيها عن بُعد، ما يؤكد دخول المقاومة الفلسطينية، بشكل معمّق، في مجال تطوير السلاح الجوي.
الطائرات المسيرة الفلسطينية
وتمتلك كتائب القسام مسيرات "ابابيل 1"، والتي يتفرّع منها 3 نماذج:
_ أبابيل A1A للمهمات الاستطلاعية
_ أبابيل A1B للهجوم والإلقاء
_ أبابيل A1C الهجومية الانتحارية
وأعلنت الكتائب ان "أبابيل" قامت في إحدى طلعاتها بمهام فوق مبنى وزارة الحرب الإسرائيلية "الكرياة" في "تل أبيب"، وان الطائرات بإمكانها ان تصيب أهدافاً لدى الاحتلال بشكل دقيق.
كما أدخلت المقاومة الفلسطينية عام 2018 طائرات مسيرة من نوع "شهاب" وقد استخدمتها في المعركة الأخيرة وسيكون لها دوراً أكبر في أي معركة قادمة قد يفكر الاحتلال بفرضها.
الكاتب: غرفة التحرير