منذ مطلع القرن الماضي، سعت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التابعة لها، الى تعميم النظام الاقتصادي النيوليبرالي المتوحش على دول العالم كافة، معتمدين على ما يعرف بعقيدة الصدمة (صدمة الكوارث بمختلف أنواعها)، التي يعتبر صندوق النقد الدولي أحد أبرز أذرعها.
وفي هذا الكتاب يشن أرنست فولف أستاذ الفلسفة في جامعة بريتوريا هجوماً كاسحاً على هذا الصندوق، واصفاً إياه بأنه أحد الأذرع الرئيسية للرأسمالية المتوحشة وجهازها الليبرالي. واستعرض فولف تاريخ المؤسسة ابتداءً من مؤتمر "بريتون وودز"، والذي عقد قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث صعدت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة مالية وليست عسكرية فقط، إذ كانت حينها أكبر دائن على المستوى الدولي، وقامت إثر ذلك بفرض نظام نقدي عالمي يتمحور حول الدولار، أنيطت الى صندوق النقد الدولي مهمة رقابية تضمن استقراره على المدى الطويل، فهو بذلك ليس سوى مؤسسة تخدم مصلحة الطرف المهيمن عليها وهي الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً والغرب الرأسمالي عموماً. في السبعينات وإثر إعلان الرئيس نيكسون فك الارتباط بين الدولار والذهب، انتهى عملياً النظام النقدي الذي أنشئ صندوق النقد الدولي لضمان استقراره ليتحول دوره الفعلي الى دور الممول كملاذ أخير للتزود بالسيولة. هذا الدور الذي استغله الصندوق لانتهاك سياسات الدول وفرض إجراءات تقشفية يتحمل تبعاتها الغالبية من المواطنين الفقراء ولا يستفيد منها سوى المصارف الكبرى وحفنة من الأثرياء مما أدى الى بلوغ ارتفاع التفاوت الاجتماعي عالمياً الى مستوى لا مثيل له في التاريخ. استعرض الكتاب أمثلة عدة للأدوار الخفية التي لعبها صندوق النقد الدولي في بريطانيا وأمريكا اللاتينية والاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا وجنوب أفريقيا وشرق آسيا، انتهاءً عند الدور الذي قام به في مواجهة أزمة اليورو.
لتحميل الكتاب
الكاتب: غرفة التحرير