خاضت كتائب القسّام في تموز / يوليو عام 2014 حرباً ضد الكيان المؤقت امتدت 51 يوماً. وخلالها جرى قصف عمق المدن المحتلّة في الدّاخل ومرافق حيوية للاحتلال ونفّذت "القسّام" العمليات النوعية في البر والبحر، كما أدخلت الى الخدمة صناعات عسكرية جديدة منها طائرات "أبابيل".
خلال معركة "العصف المأكول" (الاسم الذي أطلقته حركة حماس على هذه الحرب)، ودّعت "القسّام" ثلاثة من قادتها الذين أشرفوا على هذه المعركة ومن بينهم الشهيد القائد محمد أبو شمالة الذي صنّفته في بيان النعي من "الرعيل الأول لكتائب القسام" الذين "أذاقوا العدو الويلات وجرّعوا جنوده المرارة منذ ما يزيد على 20 عاماً".
محطات الشهيد أبو شمالة
من مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، وعضو مجلسها العسكري العام. بدأ الشهيد ابو شمالة عمله الجهادي في الانتفاضة الأولى حين قاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء. ويعدّ رفيق درب قائد الأركان المعروف بـ "محمد الضيف" والشهيد القائد رائد العطار (عضو المجلس العسكري).
أما في الانتفاضة الثانية فقد شارك في ترتيب هيكيلة كتائب القسام التي تسلّم قيادة دائرة الإمداد والتجهيز فيها كما تسلّم قيادة لواء رفح جنوب قطاع غزّة، ويدعي الاحتلال أن للقائد الدور في بناء منظومة عسكرية واسعة في رفح، وفي التخطيط المستمر لتنفيذ عمليات تهدف الى أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وساهم في جميع العمليات العسكرية في تلك المنطقة. وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية " ترميد" (2001) "حردون"(2003)،"براكين الغضب" و"محفوظة" (2004)، عملية "الوهم المتبدد" (2006)، كما كان من أبرز القادة في معارك الفرقان (2008) وحجارة السجيل (2012).
كذلك حمّله الاحتلال مسؤولية، قتل ضابط إسرائيلي في رفح عام 1994، والوقوف وراء التخطيط للعملية التي استهدفت في معبر كرم أبو سالم (جنوب القطاع) عام 2008، حيث تم تفجير "جيبات" (سيارات دفع رباعي) وسيارات مفخخة، أسفرت عن إصابة 13 جندياً. فيما برز دور القائد أيضاً في التخطيط لعمليات من خلال حفر أنفاق مفخخة عام 2004.
كان الشهيد أبو شمّالة من بين أبرز المطلوبين للاحتلال وأجهزة مخابراته منذ العام 1991، ولغاية اغتياله بتاريخ 21 آب / أغسطس عام 2014 متأثراً بغارة الاحتلال التي استهدفت مبنى سكني في حي "تل السلطان" (غرب رفح). وقد تعرّض لمحاولتي اغتيال، الأولى عام 2003 عندما قصفت طائرات الاحتلال سيارته وحينها أصيب بجراح بعد أن قفز منها بالقرب من المستشفى الأوروبي بين مدينتي رفح وخانيونس. والثانية عام 2004 عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم "يبنا"، وحاصرت منزله ودمرته بعد أن فشلت في النيل من حياته.
وكان الاحتلال يتوقعّ أن يكون الشهيد أبو شمالة، الذي ولد عام 1974، من بين القادة الأبرز الذين قد يتم اختيارهم لمسؤولية نائب القائد العام للكتائب بعد اغتيال أحمد الجعبري عام 2012.
الكاتب: غرفة التحرير