يبدأ الأسرى في سجون الاحتلال، بمطالب موحدة وبقيادة موحدة، البرنامج التصعيدي لمواجهة هجمة مصلحة السجون واجراءات وزير الأمن ايتمار بن غفير وسط تهديدات بالتصعيد نحو الاضراب الجماعي عن الطعام تحت عنوان "الحرية أو الشهادة" خلال شهر رمضان الذي يبدأ أواخر شهر آذار مارس ويتزامن مع المناسبات اليهودية.
عصيان الأسرى
شرع الأسرى من كل الفصائل بتنفيذ العصيان لمواجهة بن غفير، اذ بدأ أولًا في سجن "نفحة" ثمّ انتقل الى سجون "جلبوع"، "النقب"، "عوفر"، "مجدو"، و"ريمون"، وتتمثّل خطوات العصيان بـ:
_ إغلاق الأقسام، ما يعني توقف كل مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية المتعلقة بأنظمة السجن المفروضة.
_ إرتداء اللباس البني أي لباس "الشاباص" وهي خطوة تعني استعداد الأسرى لتصعيد المواجهة ضد إدارة السجن.
_ الامتناع عن الفحص الأمني
وقد صرّحت لجنة الطوارئ العليا في سجون الاحتلال: "عازمون ومصممون على الدفاع عن كرامتنا مهما بلغ الثمن، وماضون في خطواتنا ولن نخضع للعقوبات الجديدة التي شرعت بها إدارات سجون الاحتلال في "نفحة"، وامتدت لتشمل العديد من سجون الاحتلال"، وتابعت أن "حجم العدوان الذي نواجهه منذ بداية هذا العام، وحتى الآن يتطلب من كافة أبناء شعبنا وقواه الحية إسنادنا بكافة الأدوات".
تقليص كمية المياه وفترات الاستحمام!
يمعن بن غفير الذي يعاني من تخبّط على المستوى السياسي وعدم القدرة على التعامل مع تصاعد المقاومة والعمليات الفردية في القدس والضفة الغربية، بالعدوان الانتقامي على الأسرى. اذ بتوصيات منه، قلّصت مصلحة السجون استخدام ساعات الحمامات، وحدّدت كمية المياه المسموح للأسير باستخدامها لاحتياجاته الطبيعية. كما خصّصت مدة دقيقتين فقط لاستحمام الأسرى، وتوصيل الماء لمدة ساعة واحدة في اليوم لكل قسم، بالاضافة الى قطع المياه الساخنة. وقد وضعت ادارة سجن "نفحة" الأقفال على أبواب الحمامات التي تستخدم للاستحمام وتحديدًا في الأقسام الجديدة التي يتواجد فيها 360 أسير.
وبعد قرار الأسرى بمواجهة هذه الاجراءات الارهابية والجائرة، صعّد الاحتلال من عدوانه واقتحمت قواته أقسام السجون وخاصة في "عوفر و"جلبوع" و"النقب"، ونفّذت تفتيشات استفزازية واسعة وصادرت ممتلكاتهم واعتدت عليهم وعلى أمير حركة حماس في سجن "جلبوع".
وفرضت مصلحة السجون عقوبات بحق الأسرى لثنيهم عن عصيانهم، فحرمتهم من الخروج لممارسة الرياضة الصباحية، وقلّصت فترة "الفورة" (الخروج الى باحة السجن)، وأغلقت "الكنتينا" التي يشتري منها الأسرى حاجاتهم وخاصة الغذائية منها.
بالاضافة الى ذلك، سحبت مصحلة السجون الأجهزة الكهربائية من الزنازين، و"البلاطة والكمكم"، وهما جهازان يستخدمان بشكل يومي لدى الأسرى في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها خاصةً في فصل الشتاء، والأجواء الباردة.
يستخدم "الكمكم" لصنع الشاي والقهوة والمشروبات الساخنة، أمّا "البلاطة" فهي جهاز يستخدم لإعادة طهي الطعام الذي يصلهم من مصلحة السجون، اذ يقدّمه الاحتلال مطهو بنحو 50% فقط، لذا يضطر الأسرى لاستكمال طهيه عبر "بلاطة الطعام" ليصبح صالحًا للأكل.
وعلى الرغم من أشكال عدوان الاحتلال المتصاعدة، فقد شدّد نادي الأسير الفلسطيني أن "الأسرى مستمرون في الخطوة رغم التهديدات المتصاعدة بحقهم".
الكاتب: غرفة التحرير