الأسير وسام أبو زيد: قائد في جنين ورفيق العموري

الأسير وسام ابو زيد

في العزل في سجن النقب، وباعتماد مصلحة سجون الاحتلال سياسة الإهمال الطبي الممنهجة ضده، يتواجد الأسير وسام أبو زيد من مخيم جنين في الاعتقال الإداري دون أيّ تهمة واضحة في محاكم الاحتلال التعسفية أو إصدارها حكمًا بحقه. ليكون "أبو زيد" الى جانب أكثر من 1100 أسير إداري، قرروا خوض "انتفاضة الإداريين" لوضع حدّ لهذا النوع من الاعتقال الذي يستند الى ما يسمى "قوانين الطوارئ" التابعة لمرحلة الانتداب البريطاني لكنّ الاحتلال يعمل بها منذ احتلاله لأرض فلسطين عام 1948.

الاعتقال والحالة الصحية للأسير

يعاني الأسير "أبو زيد" من إصابة برصاص الاحتلال في قدمه اليمنى تعرّض لها خلال اعتقاله، اذ هاجمت قوات خاصة سيارة كان يستقلها والشهيد جميل العموري في جنين بتاريخ التاسع من شهر حزيران / يونيو من العام 2021. دارت حينها اشتباكات بين القائدين والاحتلال، انضم اليها أيضًا أدهم عليوي وتيسير عيسة من أجهزة الأمن الفلسطينية، وقد استشهدا الى جانب العموري.

فيما جُرج "أبو زيد" بست رصاصات في قدمه، وأوضح من رسالته من السجون أنّ قوات الاحتلال تركته عمدًا ينزف لأكثر من ساعة قبل أن تصل سيارة إسعاف وتنقله الى مستشفى "العفولة" في الداخل الفلسطيني المحتل. وهناك أدخل مباشرة الى قسم العناية المشددة لخطورة حالته الصحية.

وتابع في رسالته، انه أجرى بعد يومين من ذاك الاشتباك في 11/6/2019، عمليتين جراحيتين، وبقي لفترة في قسم العظام في المشفى. رُبطت قدمه المصابة بجهاز حديدي خاص. وكان من المقرر حينها أن يجري عملية ثالثة. وشدّد الأسير "أبو زيد" حينها على أنّه يحافظ على معنوياته عالية، رغم الإصابة والاعتقال واستشهاد رفاقه، ولاسيما العموري.

عزل الأسير "أبو زيد"

أبقى كيان الاحتلال على الرغم من الوضع الصحي والإصابة، "أبو زيد" معتقلًا، وجدّد اعتقاله الإداري لأكثر من ثلاث مرّات. وفي الثاني عشر من شهر حزيران / يونيو 2023، نقلت مصلحة السجون الأسير "أبو زيد"، وهو الذي بات أمير أسرى حركة الجهاد الإسلامي في النقب، الى قسم العزل الانفرادي، وكذلك نقلت الأسيرين جبريل الزبيدي وراتب البالي.

تأتي هذه الانتهاكات والإجراءات التعسفية في إطار العدوان الكبير الذي يشنّه وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير على الاسرى الفلسطينيين منذ وصوله الى الحكم أواخر العام 2022، ويشدّد بن غفير هجمته على أسرى حركة الجهاد الإسلامي، التي تنشط كتائبها ومجموعاتها في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلّة وتصعّد من المواجهات ومن العمليات النوعية ضد جيش الاحتلال.

قائد في كتيبة جنين ورفيق درب العموري

يعتبر الأسير وسام أبو زيد من قادة العمل المقاوم الذي نشط في جنين ضمن "كتيبة جنين"، وكان رفيقًا مقربًا من مؤسسها جميل العموري. وقد زعمت وسائل إعلام عبرية أنّ العموري وأبو زيد نفذا عمليات إطلاق نار ضد أهداف "إسرائيلية"، وأنّ الكمين عام 2021 كان مخطط له لاستهدافهما.

الأسير ابو زيد والشهيد العموري ومجاهدون من كتيبة جنين

الأسيرو وسام ابو زيد برفية الشهيد جميل العموري

أبو زيد، ابن الـ 24 عامًا، لم يتعرّض في شبابه للاعتقال لأوّل مرّة، اذ اعتقلته قوات الاحتلال من منزله في الثامن عشر من شهر تموز / يوليو من العام 2018، وأمضى حينها في السجون عامين ونصف العام على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي ومشاركته في عمليتها وأنشطتها ضد الاحتلال في جنين. 


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور