الخميس 21 أيلول , 2023 04:09

تقارب مصري إيراني.. المكاسب والأهداف

وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان ونظيره المصري سامح شكري

في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي 2022، وعلى هامش قمة بغداد في الأردن، التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والذي كان محطّ أنظار القادة العرب في تلك القمة، التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتمّ الاتفاق حينها على مفاوضات تعيد الأجواء الدبلوماسية والطبيعية للعلاقة بين البلدين.

العلاقات التي تباعدت بين مصر وإيران بدأت منذ عام 1979 تاريخ انتصار الثورة الإسلامية. قطعت طهران علاقاتها بالقاهرة على خلفية استضافتها للشاه المخلوع، ومن ثمّ توقيع معاهدة السلام مع "إسرائيل". لم تشهد العلاقات بين البلدين توترًا كبيرًا طيلة أكثر من أربعين عامًا. بدا نظام مبارك منفتحًا ولو بشكل حذر على التقارب العربي الإيراني. وبعد ثورة يناير عام 2011، وبسبب زيادة النفوذ الخليجي، وعلى الرغم من صعود المدّ السلفي الذي استحضر خطاب الكراهية الطائفي بين المسلمين، إلا أنّ القاهرة ظلّت متحفّظة تجاه استخدام أي خطاب تصعيدي ضدّ إيران. خاصة أنّ وجهات النظر حول بعض القضايا الإقليمية كانت متقاربة، مثل ضرورة الحفاظ على النظام السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا وبعض دول الخليج. ومن جهتها، تفضّل إيران أن تعود جمهورية مصر العربية إلى دورها الوازن في قيادة العالم العربي، خاصة أنّ مصر هي دولة لها ثقل استراتيجي على المستويين السياسي والجغرافي.

وإن بوتيرة بطيئة لا تشبه الوتيرة التي عادت بها العلاقات بين إبران والسعودية، إلا أن العلاقات بين دولتين مركزيتين في التاريخ والحضارة والوزن السياسي في المنطقة، بدأت تعود تدريجيًا، مع إجماع إيراني ومصري على ما يمكن أن ينتج عنها من آثار إيجابية على الحكومتين والشعبين بشكل خاص، وعلى الإقليم بشكل عام. ومنذ مارس/ آذار تجري مصر وإيران محادثات في العاصمة العراقية بغداد لمناقشة تطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين، وفي مقابلة مع وكالة تسنيم، سلّط عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فدا حسين مالكي الضوء على أهمية إحياء العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر. وقال مالكي إن العلاقات بين طهران والقاهرة ستعود في المستقبل القريب، وسيُعاد فتح سفارتي البلدين في طهران والقاهرة. كما أشار إلى أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي سيعقدان اجتماعًا بعد إعادة فتح السفارات.

وليس أخيرًا، وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2023، التقى عبداللهيان بوزير الخارجية المصري سامح شكري في نيويورك، عبر عنها رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة محمد حسين سلطاني فرد بأنها "خطوة مهمة في تحقيق سياسة الجوار والمنطقة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز الوحدة والتقارب في المنطقة"، ووفقًا لوزارة خارجية جمهورية إيران الإسلامية، أجريت مناقشة مفصلة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك لجمهورية إيران الإسلامية وجمهورية مصر العربية. وأكد الجانبان أنه بالنظر إلى الإرث التاريخي والحضاري والقواسم الثقافية المشتركة للبلدين وفي اتجاه المصالح المشتركة، فإن الطريق والخطوات اللازمة لتحقيقه تحتاج إلى تمهيد من خلال استمرار الحوار بين مسؤولي البلدين. كما أكد الاجتماع أن تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين لن يخدم مصالح البلدين فحسب، بل سيكون له أيضا آثار إقليمية إيجابية كما أفاد حسين أمير عبد اللهيان على الصفحة الاجتماعية X.

ولأهمية تعزيز هذه العلاقات، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجية إيران ومصر في نيويورك قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات. ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن رئيسي القول، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته لنيويورك، إن إيران "لا ترى أي عائق أمام إقامة علاقات مع مصر. وتم إبلاغ الجانب المصري بهذا الأمر أيضًأ".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور