الإثنين 29 تموز , 2024 04:23

الإمام الخامنئي في تنصيب الرئيس بزشكيان: الأولوية للاقتصاد

أقيمت مراسم تنصيب الدكتور مسعود بزشكيان، رئيسا للجمهورية الإسلامية في الدورة الـ 14، يوم الأحد 2024/7/28 في حسينية الإمام الخميني (رض)، بحضور قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، وحشد من كبار المسؤولين. وبحسب المادة 121 من الدستور، سيحضر الرئيس المنتخب في مجلس الشورى الإسلامي يوم الثلاثاء القادم، لأداء اليمين الدستورية بحضور نواب المجلس وأعضاء مجلس صيانة الدستور ورئيس السلطة القضائية. وسيشارك في مراسم أداء اليمين أكثر من 70 وفدا أجنبيا (منظمات ودول على مستوى رئيس أو رئيس وزراء أو رئيس مجلس نواب أو غيره من المناصب الرسمية)، و600 صحفي محلي وأجنبي.

وبالعودة الى مراسم يوم الأمس، فكان لافتاً غياب الشهيد الرئيس السيد ابراهيم رئيسي، بما أن التقليد في مراسم التصديق على رئيس الجمهورية الجديد، يقضي مشاركة الرئيس المنتهية ولايته، فتولى نائبه والرئيس المؤقت محمد مخبر مهمة مساعدة الإمام الخامنئي في تسليم الرئيس بزشكيان مرسوم التنصيب "حكم التنفيذ".

وقد ألقى الإمام الخامنئي كلمة خلال المراسم، أشار فيها إلى أن كلمة رئيس الجمهورية هي كلمة متقنة ومعمقة ومؤشر على الالتزام بالمبادئ الحقيقية للسيادة الشعبية الاسلامية. معتبراً يوم التصديق على تنصيب الرئيس بزشكيان هو "آخر صفحة من الكتاب الضخم والحافل بالمضامين الذي صاغه الشعب الايراني الكريم والمسؤولين"، وهو ما تمثّل بإجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة بأفضل "وجه رغم المناخ المليء بالحزن والحداد العام الناجم عن فقدان رئيس الجمهورية الشهيد المغفور له آية الله رئيسي رضوان الله عليه". مشيراً على أنها تمت بهدوء ونزاهة وتنافس وتعامل اخلاقي للمنافسين مع الرئيس المنتخب، والتي أثارت الاستحسان بعد الانتخابات كثيرا. مؤكدا ان هذا الأمر كان اختبارا مهما جدا للبلاد وقد تم إنجازه، وبأن الشعب سيتذوق "نتيجته الحلوة".

وبشكل مشابه لخطابه خلال اللقاء مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي والنواب في دورة المجلس الثانية عشرة، أكد الإمام الخامنئي على أهمية التعامل بين أركان الدولة مع بعضهم البعض، لأنه " من دون التعامل بين أركان الدولة لا يمكن إنجاز العمل"، مشدداً على ضرورة "الاتكال على الداخل وقدراته وطاقاته وإمكانياته دون أن يعني ذلك تجاهل طاقات الخارج".

ثمّ أوصى الإمام الخامنئي باحترام الأولويات، معتبراً بأن القضايا الثقافية والاجتماعية مهمة للغاية، ولكن "اليوم من حيث الوقت اعطي الأولوية للقضايا الاقتصادية وفي القضايا الاقتصادية، ينبغي معالجة القضايا الاقتصادية".

وهذا ما يؤكّد من جديد على التفاهم والانسجام الكبيرين بين قائد الثورة الإسلامية والرئيس بزشكيان، بعكس ظنون الكثيرين من أعداء الجمهورية الإسلامية، الذين كانوا يأملون في حصول عكس ذلك.

فمنذ الإعلان عن فوزه بالانتخابات، سارع الرئيس بزشكيان الى التأكيد على أنه برنامجه يعتمد على الأسس والمبادئ الرئيسية للثورة الإسلامية وللإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد جاء في كلمته التي ألقاها خلال مراسم التنصيب، الثناء على قائد الثورة الاسلامية، وقال بانه كلف من خلال التصديق على صوت الشعب في الانتخابات الرئاسية، بأداء مسؤولية جسيمة. وحيا بزشكيان في كلمته الامام الخميني (رض) والشهداء الابرار، لا سيما "جندي الوطن الفريق قاسم سليماني"، كما حيا ذكرى رئيس الجمهورية الشهيد رجائي ورئيس الوزراء الشهيد الشيخ باهنر، وشهيد الخدمة الرئيس السيد رئيسي، وجميع المسؤولين الشهداء.

وأعرب بزشكيان عن شكره لـ"حكمة وحصافة قائد الثورة الذي مهد السبيل للمشاركة المؤثرة والتنافس المحمل بالمعنى للافكار والسياسات المختلفة في الدورة الرابعة عشرة للانتخابات الرئاسية". داعياً إلى تحقيق الوحدة والانسجام لأنه "من دون ذلك لن تزدهر البلاد ولن تحقق أهدافها"، ومؤكداً أنه سيعمل تنفيذاً للدستور ووفقاً لأطره وخطوطه العريضة، وملتزماً بالأفاق التي ينشدها قائد الثورة والسياسات العامة التي ابلغها وبقانون التخطيط والموازنة. متعهداً للشعب وللإمام الخامنئي بألا "يسلك سبيلا سوى الإنصاف والعدالة للشعب"، وواعداً بإسداء الخدمة "للشعب بكل ما أوتي من قوة ووعد بالثبات على درب الشهداء والذين ضحوا بمهجهم من اجل البلاد".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور