الأربعاء 22 أيار , 2024 05:04

الجمهورية الإسلامية: دولة المؤسسات والشعب لا الفرد

الرئيس المؤقت للجمهورية الإسلامية محم مخبر

كلّما واجهت الجمهورية الإسلامية في إيران، أي حادثة تتعلق بغياب مسؤوليها ورؤساء السلطات فيها، كان المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يراهن بقوة على أن تؤدي هذه الحوادث لسقوط واضطراب النظام الإسلامي، لكنها دائماً ما كانت تؤدي الى العكس: ضخّ دماء ثورية جديدة وشابّة فيه.

وهذا ما حصل في الأيام الماضية، حينما حاول هذا المعسكر، الإيحاء بأن حادثة سقوط طائرة هيلوكوبتر الرئاسة الإيرانية، واستشهاد رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومن معهما من مسؤولين ومرافقين وطاقم طيار، سيؤثّر سلباً على الحال السياسية، وقد يؤدي الى حصول فوضى واضطرابات كبيرة في البلاد.

وهذا ما دفع بقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي للإلفات له منذ الساعات الأولى لورود خبر سقوط الطائرة، حينما قال: "على الشعب الإيراني ألا يقلق ولن يكون هناك أي اضطراب في عمل البلاد".

فنظام الجمهورية الإسلامية يعتمد على ركنان: الدستور الإسلامي (بما يمثله من عقد اجتماعي منظّم لكافة أشكال الحياة في البلاد خاصة السياسية)، والشعب (بما يمتلكه من دور مهم ودائم في اختيار ممثليه للسلطة عبر انتخاب المحافظين والنواب والخبراء ورئيس الجمهورية).

حوادث فردية بارزة (استشهاد، وفاة، عزل) لم تؤثر على استقرار الجمهورية الإسلامية

وهذه أبرز وأهم الحوادث التي حصلت خلال الـ 45 عاماً تقريباً، ولم تؤدي الى أي اضطراب في الجمهورية الإسلامية، وأكّدت بأنها دولة مؤسسات لا دولة أفراد:

_ رحيل الإمام الخميني في 3 حزيران / يونيو من العام 1989، إثر نوبة قلبية ألمّت به. وقد جزم الكثير من المحلّلين الغربيين بأن رحيل الإمام سيؤدي الى صراعات على الخلافة، والى مرحلة "الثورة تأكل أبناءها". إلى أن الردّ على ذلك كان سريعاً، من خلال انتخاب مجلس خبراء القيادة للإمام الخامنئي، كخليفة للإمام الخميني وولي فقيه يكمل قيادة الثورة الإسلامية.

_ استقالة الحكومة الأولى والمؤقتة بقيادة مهدي بازركان في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 1979 (أي بعد حوالي 9 أشهر فقط من انتصار الثورة الإسلامية)، الذي سعى إلى تأسيس ديمقراطية إسلامية قومية مع حكومة موالية للمعسكر الليبرالي، وهذا ما يناقض تماماً الأطروحات التي قامت عليها الثورة الإسلامية. وقد اتخذت حكومة بازركان حينها من حادثة اقتحام الطلبة الثوار للسفارة الأمريكية وسيطرتهم عليها، ذريعة للاستقالة.

وفي اليوم التالي لاستقالة بازركان، قبل الإمام روح الله الخميني الاستقالة، وقام بتعيين المجلس الثوري لإدارة البلاد، وطلب من هذا المجلس القيام بالتحضيرات اللازمة للاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية وانتخاب رئيس للجمهورية.

_ عزل أول رئيس للجمهورية أبو الحسن بني صدر في 22 حزيران / يونيو 1981 من قبل مجلس الشورى الإسلامي، بعد أن خطط هذا الرئيس للقضاء على الجمهورية الإسلامية من الداخل.

_ استشهاد قادة ثوريون، كان لهم الدور الأساسي في مرحلة الثورة وفي مرحلة بناء الدولة: الشيخ مرتضى مطهري، السيد محمد بهشتي برفقة 72 من أعضاء حزب الجمهوري الإسلامي، الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء الشيخ محمد باهنر، أئمة مساجد في مدن رئيسية كالسيد محمد علي قاضي الطباطبائي والسيد أسد الله مدني والسيد عبد الحسين دستغيب والشيخ محمد صدوقي والشيخ عطاءالله اشرفی اصفهانی.

_ استقالة الشيخ حسين منتظري من منصبه كنائب لقائد الثورة الإسلامية، بسبب الكثير من الإشكالات المتعلقة به، مثل دفاعه عن حركة منافقي خلق الإرهابية، وحمايته المستمرة لشقيق صهره مهدي الهاشمي، الذي تم إدانته بالعديد من التهم ومن ثم إعدامه.

_ استشهاد العديد من القادة العسكريين والعلماء ذوي المهام الحساسة الاستراتيجية، كالقدرات العسكرية والصاروخية والنووية: الفريق الحاج قاسم سليماني، اللواء حسين طهراني مقدم، اللواء علي صياد شيرازي، محسن فخري زادة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور