أصدرت وزارة الدفاع السعودية بياناً أعلنت فيه إعدام جنديين بتهمة "الخيانة العظمى". وتترك العبارات الفضفاضة التي استخدمت في البيان إضافة إلى المحاكمات السرية مروحة من الشكوك حول صحة الادعاءات تلك. اذ ان استخدام مختلف أساليب العنف ضد المعتقلين، تجعل من انتزاع أي نوع من الاعترافات أمراً سهلاً. في حين أن توقيت اعتقالهم في أيلول/ سبتمبر عام 2017، الذي يتزامن مع اشتداد وتيرة الانتهاكات السعودية في اليمن، يفرض بدوره شبهات فعلية بعدما أوردت وسائل أجنبية أن السبب يعود إلى "تمرد الطيارين" في قصف مدنيين يمنيين.
أكد البيان أن المحاكمة بنيت على تهم تتعلق بمخالفة الأوامر دون أن تعرج على ذكر التفاصيل. مشيراً إلى ان حكم الإعدام صدر "وفق الأنظمة المرعية من وجوب السمع والطاعة وعدم مفارقة الجماعة أو الإخلال بالولاية الشرعية، والمصالح العسكرية أو النكوث بالعهد والميثاق". متهماً المقدم طيار ماجد بن موسى عوض البلوي، "بارتكاب جريمة الخيانة الحربية وعدم محافظته على مصالح الوطن، وعلى شرف الخدمة العسكرية". فيما اتهمت الرقيب أول يوسف بن رضا حسن، "بارتكاب جرائم الخيانة بصورها الثلاث (العظمى، والوطنية، والحربية) وعدم محافظته على مصالح الوطن، وعلى شرف الخدمة العسكرية".
وبحسب موقعFair Observer الأميركي، فإن الاعتقال والاستجواب إضافة لجلسات الاستماع والحكم ثم الإعدام جرت في سرية تامة. واجهت السعودية انشقاقا في الجيش من قبل
كانت هناك عدة محاولات من قبل أفراد القوات المسلحة السعودية للإطاحة بالنظام، كان أشهرها عام 1969، عندما خطط أفراد من القوات الجوية الملكية السعودية لانقلاب ضد الملك فيصل. كانت خطتهم هي تفجير القصر الملكي في الرياض، مما أسفر عن مقتل الملك وغيره من الأمراء رفيعي المستوى، قبل الإعلان عن تشكيل "جمهورية شبه الجزيرة العربية". في أعقاب المؤامرة الفاشلة، أعدم حوالي 2000 شخص، بما في ذلك 28 برتبة مقدم و30 رائداً وحوالي 200 ضابط آخر.
عام 1990، انشق طيار سعودي وطار بطائرته الجديدة من طراز F-15 إلى السودان. وعاد بعد وقت قصير بعد مفاوضات مع السودانيين، بزعم أنه سيتم العفو عنه. وبدلاً من ذلك تم سجنه، فيما لم يعرف لاحقاً اذا تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وبحسب ما ذكرت مجلة "عرب دايجست"، فإن الجيش السعودي اليوم يغلي بالسخط. ويحتجز حالياً عشرات الضباط والطيارين. في مايو/أيار 2023، على الرغم من خضوعه لحظر السفر، انشق مهند السبياني السابق في الحرس الوطني السعودي وشق طريقه إلى المملكة المتحدة حيث أخبر إحدى منظمات حقوق الإنسان أنه أثناء خدمته في الحرس الوطني، شهد العديد من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان للمحتجزين والمهاجرين، بالإضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة.
والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للنظام هو انشقاق العقيد طارق الزهراني الشهر الماضي، الذي كان فرداً من الحرس الملكي. وتتمثل مهمة الحرس الملكي في حماية الملك وأقاربه المقربين، لذا فإن محمد بن سلمان محظوظ لأن الزهراني لم يحاول اتخاذ المزيد من الإجراءات المباشرة، بحسب ما وصفّت المجلة.
من ناحية أخرى، يشير الموقع الأميركي إلى أن الجيش السعودي اليوم بحال سيئة، بسبب عدة عوامل أهمها تدني الأجور، خاصة المجندين بالمراتب الدنيا اذ تعتبر رواتبهم هي الأقل من بين الدول الخليجية المجاورة. ويبدأ مما يعادل 1,790 دولاراً شهرياً، مقارنة براتب شهري يبدأ للجندي الكويتي بحوالي 2,360 دولاراً وجندي قطري يبلغ 2,500 دولار، ولا يتلقى الجنود السعوديون أي بدلات خاصة. ووصل حال الضيق ببعض الجنود إلى الشكوى عبر تسجيل مقاطع فيديو يناشدون الملك سلمان بن عبد العزيز للحصول على مساعدة مالية. مؤكدين على عائلاتهم تواجه الإخلاء أو استعادة الممتلكات بسبب عدم سداد الديون، بينما كانوا يقاتلون في الحرب. قبل أن يصدر النائب العام مرسوماً يقضي بمعاقبة أي شخص يشتكي علناً.
الكاتب: غرفة التحرير