الجمعة 03 تشرين ثاني , 2023 12:37

العالم ينتظر خطاب السيد نصرالله

السيد نصرالله

في قرار كاسح، قررت وسائل الإعلام في الكيان المؤقت، على القنوات الإخبارية 11 و12 و13، وموجات الأثير التابعة لجيش الاحتلال، أنها لن تبثّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الهواء مباشرة، وأوضحت أنها "لن تمدّ يد العون لبثّ الدعاية في زمن الحرب، وفي نهاية الخطاب، سيتم نقل النقاط الرئيسية المتعلقة بإسرائيل والحرب بقدر ما هي ذات صلة بالجمهور". لكن المسألة ليست مسألة حرب نفسية فقط، بل إنها تتعلق بالرجل الأقوى الذي يعرف العالم أنه قادر على قلب الموازين في المنطقة. حزب الله الذي تمكن من دحر الاحتلال عام 2000، ومن الانتصار في أول معركة انتصر فيها العرب منذ عام 1974، لم يعد حزبًا محليًا منذ قرر العقل الأمريكي التخلص منه عبر الحرب على سوريا، إنه المارد الذي يخرج أقوى بعد كل محاولة للتخلص منه.
"للصمت أحيانًا ضجيج، يطحن عظام الصمت" هو ما بدا من ردود الفعل على الصمت الذي استمرّ لما قارب الشهر. في الأيام الأولى، كانت عين الإسرائيلي على صواريخ حماس فيما العين الأخرى على ردة فعل حزب الله على عمليات الانتقام من حماس. وكان أقصى ما يمكن فعله تجاه الترقب هو التوعد بأنّ "إسرائيل ستنتقم.." وترجّح لجمهورها أن "حزب الله لا يريد ذلك للبنان"، وتنشرالتطمينات من تصريحات اللبنانيين من أصدقاء الولايات المتحدة ليقولوا لجمهورهم "اللبنانيون لا يريدون ذلك..". ويتحدثون عن الضغوطات التي يتعرض لها حزب الله داخليًا وإقليميًا حتى لا يتدخل في المعركة.
لكن الرجل "الذي يتحدّث فقط إذا كان لديه ما يقوله"، بالطبع سينتظره العالم ليعرف موقع لبنان والمنطقة من الصراع، اكد المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي ان الإدارة الأمريكية في انتظار ما سيقوله اليوم. صحيفة واشنطن بوست قالت: "السيد نصر الله، الذي غالبا ما يتحدث إلى أتباعه في خطابات حية يتم متابعتها في جميع أنحاء المنطقة، لم يتحدث علنا منذ ما قبل 7 أكتوبر، مما أثار التوقعات بأنه سيصدر إعلانا مهما يوم الجمعة". صحيفة هآرتس رجحت أن يتجاوز عدد المشاهدين لخطاب السيد عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين، قالت انه مع الترقّب وبدء العد التنازلي، ثمة 3 سيناريوهات لما سيرد في خطاب السيد نصر الله، أبرزها السيناريو الثالث وهو ما أسمته "سيناريو أرمجدون"، وهو أن يُعلن في الدقائق الأولى من خطابه أن الصواريخ الآن في طريقها إلى تل أبيب وأن قوات الرضوان قد أصبحت في الجليل، ومع أن هذا السيناريو غير مرجح برايها، إلا أن المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة تحسب لهذا السيناريو ألف حساب منذ إعلان توقيت الخطاب. ولفتت الصحيفة الى ان التقديرات في "اسرائيل" ان إيران لن تتدخل بشكل مباشر في الحرب، وحزب الله لن يفعل إلا إذا فرضت عليه "إسرائيل" ذلك. الوضع الحالي في الدول العربية لا يشير إلى توسع الحرب. أما واشنطن فتظهر عدم الرغبة في ذلك. وفي الأيام القريبة المقبلة، ربما يزيد حزب الله من حدة ردوده ويحاول نقل خط إطلاق الصواريخ نحو الجنوب بالتدريج. وهذا يتعلق أيضاً بخطوات "إسرائيل". صحيفة "يديعوت احرنوت" اشارت الى ان كل وكالات الاستخبارات حول العالم، في شمال أميركا وأوروبا، وفي دول الشرق الأوسط، وفي إسرائيل  تتابع نشر أسطول السفن الحربية الأميركية في المنطقة، وبالتوازي، تنتظر وكالات الاستخبارات هذه، خطاب الأمين العام لحزب الله. وتساءلت: هل سلاح البحرية الأميركي مستعد لـ "أم كل الهجمات"، وكابوس جبهات متداخلة في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وربما حتى في إيران، أم سيكتفي بإطلاق رسالة تحذير حادة؟ وقالت ان السيد نصر الله، عن قصد، يمزق أعصاب "إسرائيل" والغرب. والسؤال الكبير برايها هو: هل سيكتفي زعيم حزب الله بتهديدات حادة، مهما كانت قاسية وصريحة، أم يخفي بين ثنايا عباءته خطة "شيطانية" لمهاجمة "إسرائيل" من جهات غير متوقعة؟ وبرايها كل شيء ممكن.
 وسط التكهنات حول المضمون  اختصر رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله السيد هاشم صفي الدين مضمون الكلمة بالقول إنها ستحدد "المسار والمستقبل". بالطبع، ستتضمن شرحًا مفصلًا، سيسمعه الجمهور الإسرائيلي أولًا على الرغم من قرار منع بث الخطاب، إنه سيشرح للإسرائيليين ماذا فعلت عملية طوفان الأقصى بدولتهم المتخيّلة، وبأن حكومتهم مهما فعلت، لن تتمكن من عكسها. بالإضافة إلى ما سيخرج إلينا ليقوله، إنه "الرجل الذي لا يخرج إلا ليقول شيئًا"، هكذا يراه العالم، والإسرائيليون يقرؤونه.


الكاتب: زينب عقيل




روزنامة المحور