الأربعاء 29 تشرين ثاني , 2023 03:38

عباس السيد: اعتقل خلال انتفاضة الأقصى فهل يحرّره طوفانه؟

الأسير عباس السيد

تتعدّد الألقاب في مسيرة القائد الأسير عباس السيد، وستزيد حتماً إن شاء الله في الأيام المقبلة، بعد وعد المقاومة الفلسطينية بتبيض السجون من الأسرى والمعتقلين، ليحمل لقب القائد المحرّر رغماً عن الكيان المؤقت ومؤبداته.

فعباس السيد هو قائد مجموعة المقاومة التي خططت ونفذت عمليات استشهادية في فلسطين المحتلة، خلال انتفاضة الأقصى، والتي أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 135 مستوطن، مما جعله المطلوب الأول لقوات الاحتلال في حينه.

فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة وجهاد الأسير السيد؟ وكيف استطاع تحويل محنة الأسر الى سلسلة فرص للمقاومة المبدعة من خلف القضبان أيضاً؟

_ من مواليد مدينة طولكرم بالضفة الغربية في الـ 13 من أيار/ مايو عام 1966.

_ حصل على شهاداته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس طولكرم، ثم سافر عام 1989 إلى الأردن، لكي يكمل تعليمه الجامعي في جامعة اليرموك بتخصص هندسة الميكانيك.

_ منذ المرحلة الثانوية حتى الجامعية، برزت شخصيته القيادية، فانتخب لدورتين متتاليتين رئيسا للجمعية العلمية الطلابية. وعلى خلفية نشاطه المؤثر، قامت المخابرات الأردنية بترحيله إلى الضفة الغربية.

_ في الضفة عمل في شركة لتصليح الأجهزة الطبية "أنترميد"، والتي أرسلته للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية. فسافر لمدة عام وأنهى تعليمه المتخصص في أجهزة التنفس الاصطناعي عام 1992.

الالتحاق بالمقاومة

_عندما تم ترحيله من الأردن، التحق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتولى إدارة الملف الطلابي فيها. وشاءت الأقدار، أن يتسلّم مسؤولياته خلال مرحلة إبعاد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لـ 415 فلسطينيا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي من الضفة والقطاع إلى الحدود اللبنانية وما عٌرف حينها بقضية "مبعدي مرج الزهور". فقد استطاع عباس السيد حينها، المجهول عند قوات الاحتلال، وهو الذي لا يتجاوز عمره الـ 26 عاما، أن ينشط في مدن الضفة الغربية بأسلوب لا يشبه ما كان معلوماً عن شباب الحركة الإسلامية، حتى أن أحد المحققين الإسرائيليين شبهه بمغني الروك الأميركي الشهير "إلفيس بريسلي".

_بدأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية برصد حركته مع بدايات صيف عام 1993، واعتقلته في الـ 21 من حزيران / يونيو، على خلفية الاشتباه بضلوعه في تشكيل "كتائب عبد الله عزام"، التي خططت حماس لأن تكون جناحها العسكري في الضفة، لولا كشف الإسرائيليين لإحدى خلاياها في طولكرم. وقد مكث لمدة 11 شهر في سجن الاحتلال المركزي بطولكرم (المعروف بالمسلخ)، بعدما لم تثبت عليه أي تهمة.

_بعد الاعتقال الأول، تم تعيينه ليكون ناطقا باسم حماس، لكنه سرعان ما اعتقل مجددا في الـ 22 تشرين الثاني / نوفمبر 1994، وبقي معتقلاً لمدة 19 شهرا من دون أن يقدّم للاحتلال أي اعتراف. بل كان من الأمور اللافتة فيه، أنه استطاع تعميم جو من الصمود والوعي لدى المعتقلين الآخرين، من خلال تفننه بكتابة شعارات تحثهم على عدم الاعتراف أو كشف معلومات تخص المقاومة للاحتلال.

_ بعد خروجه من المعتقل، لم يعاود نشاطه مباشرة، بل افتتح شركة تبريد وتكييف، وعمل في إصلاح الأجهزة الطبية في عدد من المستشفيات.

_ في العام 1997، اعتقلت أجهزة السلطة الفلسطينية من ضمن المئات، حيث تنقل في سجون طولكرم ونابلس، وتعرض في سجن أريحا لتحقيق قاس قبل الإفراج عنه.

_ عام 2000، عند اندلاع الانتفاضة الثانية المعروفة بانتفاضة الأقصى، كان مسؤوليته قيادة الحركة في طولكرم وتمثيل الحركة في شمالي الضفة، ولم أن يُعرف حينها بأنه كان يقود شبكة واسعة من مجموعات المقاومة في طولكرم والمناطق المحيطة بها، التي نفذت العديد من العمليات نوعية.

_في الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2001، اعتقلت السلطة مجدداً، لكنه استطاع الفرار بعد أسبوعين، ليخرج على الناس في مهرجان حاشد شباط / فبراير من العام 2002، ويتحدى خطة أرييل شارون حينها للقضاء على المقاومة في 100 يوم، بإعلان تبني 10 عمليات قبل وقوعها. ولم يستطع كيان الاحتلال حينها إيقاف مسلسل العمليات المعلن، لكنه قام بنشر قائمة بالمطلوب اغتيالهم تضمنت اسم عباس السيد.

_ في الـ 27 من آذار/ مارس 2002، شكّلت العملية النوعية التي قامت بها المقاومة في فندق بارك بمدينة نتانيا، والتي أدّت إلى مقتل 30 إسرائيليا وجرح 200 آخرين، والتي نفذت بإشرافه، تطورا نوعيا في هجمات حماس وفي مسار انتفاضة الأقصى، لأنها رفعت حصيلة القتلى الى 135 مستوطن خلال شهر واحد.

لذلك شنّ كيان الاحتلال وحكومة شارون في 29 آذار / مارس 2002 عملية الدرع الواقي، التي حشدوا لها ما يقارب 30 ألف جندي لاحتلال ومهاجمة مدن السلطة الفلسطينية والقضاء نهائيا على انتفاضة الأقصى. ولم يستطيعوا قتله أو أسره إلا بعد حصار ومطاردة دامت حتى الـ 8 من أيار / مايو 2002. وحكم عليه الاحتلال بالسجن 35 مؤبدا و100 سنة، ورفضوا الإفراج عنه في كل صفقات تبادل الأسرى التي جرت من ذلك الوقت، ومنها صفقة "وفاء الأحرار" التي حصلت عام 2011.

السجن مكان ولادة الفرص المقاومة أيضاً

_ هو معروف بحبه للتعلم وسعيه الدائم لتطوير نفسه، وفي نفس الوقت بعزيمته وإصراره وثباته، وقد استطاع بالرغم من اعتقاله ومنعه من الحصول على الكتب والمراجع العلمية، استطاع الحصول على درجة الماجستير بتخصصين عامي 2012 و2022.

_ هو أول من طرح مبادرة "النطف المحررة"، والتي تقوم على تهريب نطف الأسرى إلى زوجاتهم لتحقيق حلم إنجاب الأولاد، وقد أثمرت هذه المبادرة إنجاب الأسرى لعشرات الأطفال.

_ ابتكر الغرفة النموذجية في السجن، بهدف إعداد كوادر للمقاومة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور