الإثنين 16 أيلول , 2024 04:31

قدرات حماس العسكرية.. بين الاستمرارية والصمود والترميم

صمود حركة حماس

تستعد حركة حماس لمرحلة مقبلة من القتال، على ضوء إعادة تأهيل وترميم تنظيمها العسكري في قطاع غزة، بعد عجز جيش الاحتلال على تفكيك قدراتها العسكرية والاستراتيجية. يتمثّل إعادة الترميم في تجنيد جيل جديد من المقاتلين داخل التشكيلات العسكرية، وسد النقص في القيادات الميدانية (حركات المقاومة تمتلك مرونة عالية في سد الفراغات التنظيمية). كما وإعادة تخطيط لعملياتها العسكرية على ضوء التطورات الميدانية.

أما عن حالة شبكة الأنفاق التي تشكل تهديداً كبيراً للاحتلال وتعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجية المقاومة فلا تزال سليمة بنسبة كبيرة رغم الجهود الإسرائيلية لتدميرها. لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية العام الماضي من الصمود والتكيّف مع الظروف الصعبة المحيطة بها، وتعمل على تطوير قدراتها العسكرية بصورة جعلت من الصعب على الكيان تحقيق أهدافه العسكرية بشكل كامل أو حتى تحصيل صورة نصر.

في هذا السياق، أكّد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنّ الحركة لا تزال تحتفظ بـ"قدرة عالية" على الاستمرار في الحرب الدائرة مع "إسرائيل" والتي دخلت قبل أيام شهرها الثاني عشر.

وأضاف في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في إسطنبول إنّ "قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل"، لافتاً بأنه "حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة".

ووفق التقديرات يتواجد في قطاع غزة 100 ألف مسلح من مختلف الفصائل والتشكيلات العسكرية والأمنية الداخلية، بينهم بالحد الأدنى 30 ألف مقاتل مدرّب من كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكري لحركة حماس) يخوضون المعارك في مختلف نقاط الاشتباك خصوصاً في محور "نتساريم" الممر الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة.

بالعودة إلى تصريح أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي، أكد أن "حجم الإصابات الذي يقع في المقاومة هو أقل بكثير مما هو متوقع في معركة بهذا الحجم والمستوى والاتساع".

عوامل الصمود الميداني

على الرغم من العمليات العسكرية المكثفة لجيش الاحتلال إلا أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية لا تزال تحافظ على عوامل الصمود والثبات في الميدان وأهم هذه العوامل:

- استمرار العمليات العسكرية النوعية: رغم طول أمد الحرب تواصل فصائل المقاومة تنفيذ عمليات نوعية تلحق خسائر فادحة بجيش الاحتلال. وكلما طالت المعركة، تعرّض الجيش الإسرائيلي لضربات أقسى من قبل المقاومة.

- استمرار التصنيع العسكري الذاتي: لا تزال المقاومة تعمل على تصنيع الأسلحة المحليّة رغم الحصار المفروض عليها.

- تجديد وتغيير التكتيكات العسكرية: لا تزال المقاومة تعمل على تغيير تكتيكاتها بشكل مستمر، الأمر الذي أفقد الكيان القدرة على التنبؤ بتحركاتها وإضعاف فعاليته الاستخباراتية، وذلك نظراً لأنه كلما اقترب الجيش من إعلان احتلاله لمنطقة في غزة، فوجئ بعمليات جديدة تثبت أن المقاومة لا تزال قادرة على تهديده.

- صمود وتجديد الأنفاق: كما ذكرنا في المقدمة، منذ بداية الحرب، يعمل الاحتلال على تدمير شبكة الأنفاق بعمليات عسكرية متعددة، لكنه لم يتمكن من القضاء عليها، وهي لا تزال تشكل تهديداً كبيراً للاحتلال وتعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجية المقاومة وقدرتها على التكيّف مع الظروف والتحديات وكذلك تنفيذ العمليات العسكرية وحماية المقاومين وتطوير أسلحتهم.

رغم الضغوط العسكرية والسياسية الكبيرة متعددة الأطراف، لا تزال المقاومة صامدة ميدانياً ومستمرة في عملياتها العسكرية النوعية، ومن المتوقع أن تزداد في الأيام المقبل بعد إعادة ترتيب هيكليتها العسكرية. أما على الصعيد السياسي تستمر الحركة في مفاوضات طويلة ومعقّدة، وتمكنت من الحفاظ على موقفها التفاوضي القوي، وعلى أوراق القوة مثل الأسرى، الذي منحها النفوذ القوي في عملية التفاوض. ختاماً، كشف القيادي، أسامة حمدان، أنّ رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة، يحيى السنوار، "سيوجّه قريباً رسالةً مباشرةً إلى الشعب الفلسطيني والعالم".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور